responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثلاث رسائل نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 60

الوسع، فإنّه يشرحه من وجهة نظره، لا من وجهة نظر العقل و هذا هو الصحيح.

لأنّ معنى الوسع في قوله: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها يجب أن يرجع فيه إلى العرف. و كذلك بالنسبة إلى‌ تحديد دلالة قوله: ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‌ لا بدّ من الرّجوع إلى العرف، و للعرف ملاكاته الخاصّة في تحديد معنى‌ الوسع، و معنى عدم الطاقة و التي قد لا تتفق مع ملاكات العقل. و بناءً على‌ ذلك يتقوّم معنى‌ الآية، و تأخذ الآية نسقها الصحيح. و مع الأخذ بنظر الاعتبار السياق الطبيعي للآية على‌ ضوء المعنى‌ الذي قررناه يتضح أن ما أشرنا إليه- و هو أنّه قوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها جاء في مقام الامتنان- صحيح جدّاً، كما أنّ قوله: رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ‌ أيضاً كدعاء صحيح هو الآخر. و من جهة اخرى‌ لا يبقى أيّ مبرّر لأن نربط مفهوم الوسع و عدم الطاقة بمسألة الإصر و الحرج، أي أنّه ليس من الأدلّة التي يستدلّ بها على‌ قاعدة لا حرج. بناءً على‌ ذلك، فإنّ ما ورد في الحديث الشريف‌ «رفع عن امّتي ما لا يطيقون» هو من باب الامتنان، و يدلّ على‌ نفس المعنى‌ هذا، و إلّا لو كان المقصود من قوله «ما لا يطيقون» هو ما لا يطيقون عقلًا، لما بقي معنى‌ للحديث، أي لا معنى‌ لأن يمنّ اللَّه على‌ الامّة الإسلامية خاصّة بأن يرفع عنها ما هو خارج عن تكليفها، و ما لم يؤمر به في أيّ من الأديان أو المذاهب. محصّلة القول: إنّ هذه الفقرة من الآية: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها و التي استدلّ بها بعض العلماء على قاعدة نفي الحرج، لا تصلح لأن يستدلّ بها على‌ هذه القاعدة.

نام کتاب : ثلاث رسائل نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست