نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 338
و قوله سبحانه: ضَرَبَ اَللََّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَ اِمْرَأَتَ لُوطٍ، كََانَتََا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبََادِنََا صََالِحَيْنِ فَخََانَتََاهُمََا [10]و هذه استعارة. لأن وصف المرأة بأنها تحت الرجل ليس يراد به حقيقة الفوق و التّحت، و إنما المراد أنّ منزلة المرأة منخفضة عن منزلة الرجل، لقيامه عليها، و غلبته على أمرها. كما قال سبحانه: اَلرِّجََالُ قَوََّامُونَ عَلَى اَلنِّسََاءِ بِمََا فَضَّلَ اَللََّهُ بَعْضَهُمْ عَلىََ بَعْضٍ، وَ بِمََا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوََالِهِمْ[1] . و كما يقول القائل: فلان الجندىّ تحت يدى فلان الأمير. إذا كان من شحنة عمله، أو متصرفا على أمره. و كما يقول الآخر: لا آخذ رزقى من تحت يدى فلان. إذا كان هو الذي يلى إطلاق رزقه، و توفية مستحقه. و ذلك مشهور فى كلامهم.
و من السورة التي يذكر فيها «الملك»
قوله تعالى: تَبََارَكَ اَلَّذِي بِيَدِهِ اَلْمُلْكُ وَ هُوَ عَلىََ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1]و هذه استعارة. و قد مضت لها نظائرها فيما تقدم. و المراد بذكر اليد هاهنا استيلاء الملك و تدبير الأمر. يقال: هذه الدار فى يد فلان أي فى ملكه. و هذا الأمر فى يد فلان أي هو المدبّر له.
فمعنى بِيَدِهِ اَلْمُلْكُ أي هو مالك الملك، و مدبّر الأمر.
و قوله سبحانه: ثُمَّ اِرْجِعِ اَلْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ اَلْبَصَرُ خََاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ [4]و هذه من الاستعارات المشهورة. و المراد بها-و اللّه أعلم-أي كرّر أيها الناظر