نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 267
و قوله تعالى: بَلْ مَكْرُ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ، إِذْ تَأْمُرُونَنََا أَنْ نَكْفُرَ بِاللََّهِ وَ نَجْعَلَ لَهُ أَنْدََاداً [33]. و هذه استعارة. و المراد بمكر الليل و النهار: ما يتوقع من مكرهم فى الليل و النهار، فأضاف تعالى المكر إليهما لوقوعه فيهما. و فيه أيضا زيادة فائدة، و هى دلالة الكلام على أن مكرهم كان متصلا غير منقطع فى الليل و النهار، كما يقول القائل:
ما زال بنا سير الليل و النهار حتى وردنا أرض بنى فلان. و هذا دليل على اتصال سيرهم فى الليل و النهار، من غير إغباب، و لا إراحة ركاب.
[و] [1] قوله سبحانه: إِنْ هُوَ إِلاََّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذََابٍ شَدِيدٍ [46] و هذه استعارة. و المراد أنه عليه السلام بعث ليقدّم الإنذار أمام وقوع العقاب، إزاحة للعلة، و قطعا للمعذرة. و قد تقدمت إشارتنا إلى نظائر هذه الاستعارة فى عدة مواضع من هذا الكتاب.
و قوله سبحانه: قُلْ جََاءَ اَلْحَقُّ وَ مََا يُبْدِئُ اَلْبََاطِلُ وَ مََا يُعِيدُ [49]و هذه استعارة.
لأن الإبداء و الإعادة يكونان فى القول، و يكونان فى الفعل. فأما كونهما فى الفعل فبقوله سبحانه: وَ هُوَ اَلَّذِي يَبْدَؤُا اَلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ[2] و أما كونهما فى القول فإن القائل يقول: سكت فلان فلم يعد و لم يبدئ. أي لم يتكلم ابتداء، و لا أحار جوابا. و هاتان الصفتان يستحيل أن يوصف بهما الباطل-الذي هو عرض من الأعراض-إلا على طريق الاتساع و المجاز.
و إنما المراد أن الحق قوى و ظهر، و الباطل ضعف و استتر، و لم يبق له بقية يقوى بها