responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 248

و من السورة التي يذكر فيها «الفرقان»

قوله تعالى: إِذََا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكََانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهََا تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً [12]و فى هذه الآية استعارتان. إحداهما قوله سبحانه: إِذََا رَأَتْهُمْ و هو فى صفة نار جهنم، نعوذ باللّه منها، و لا تصحّ صفة الرّؤية عليها. و إنما المراد-و اللّه أعلم-إذا كانت منهم بمقدار مسافة لو كان بها من يوصف بالرؤية لرآهم. و هذا من لطائف التأويل، و غرائب التفسير.

و قد يجوز أيضا أن يكون معنى ذلك: إذا قربت منهم، و ظهرت لهم. من قولهم:

دور بنى فلان تتراءى. أي تتقارب. و فى الحديث: لا تتراءى نارا هما [1] أي لا تتدانى.

و الاستعارة الأخرى قوله سبحانه: سَمِعُوا لَهََا تَغَيُّظاً وَ زَفِيراً و هاتان الصفتان من صفات الحيوان، و يختص التغيظ بالإنسان، لأن الغيظ من أعلى منازل الغضب، و الغضب


[1] الحديث بأكمله فى «صحيح أبى داود» الجزء الأول. باب على ما يقال المشركون، كتاب الجهاد. ص 261 و نصه: (حدثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن قيس عن جرير بن عبد اللّه. قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل قال: فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فأمر لهم بنصف العقل، و قال: أنا برى‌ء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا يا رسول اللّه لم؟قال: لا تراءى ناراهما) و فى سنن النسائي جـ 2 ص 245 جاء هذا الحديث فى باب القود بغير حديدة. كتاب القسامة. و قد أورد المؤلف هذا الحديث فى كتابه «المجازات النبوية» و تحدث عما فيه من مجاز حديثا رائعا.

صفحة 200 من المجازات النبوية. طبعة القاهرة سنة 1356 سنة 1937، و جاء هذا الحديث فى «لسان العرب» و فسره صاحب اللسان ثم قال: و قال أبو عبيد: معنى الحديث أن المسلم لا يحل له أن يسكن بلاد المشركين، فيكون معهم بقدر ما يرى كل واحد منهم نار صاحبه.

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست