نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 46
شفاعاته و توسطاته
:
و إذا كان الشريف لا يستميح أحدا مالا، فانا لا ينبغي لنا أن نجهل ان عظمته و منزلته عند الملوك و الخلفاء و رجال الدولة تستدعي بطبيعة الحال وساطته لدى هؤلاء في كثير من المهمات التي يتكلف بها و يتشفع، و ربما يكون كثير منها من مهمات نفسه التي لا تتضمن طلب المال، و في هذه الوساطات إعمال للجاه في محالّه، و لا منافاة فيه للعزة و الأنفة، فان الشحّ بالجاه قبيح كالشح بالمال او اشنع؛ و من هذا ما نجده في كثير من شعره من تنجّز المواعيد و الإلحاح على الوفاء، و الحض على التكرم باتباع الأفعال للأقوال، و لعمري إني لا أدري أي شيء طلب ممن يقول فيه:
أخطأت في طلبي و أخطأ في # منعي و ردّ يدي بغير يد
فلأجعلن عقوبتي ابدا # ألاّ أمد يدا الى أحد
فتكون أول زلة سبقت # مني و آخرها الى الأبد
و مهما كان المطلوب، فهذا الشموخ، و هذه المعاتبة و المعاقبة، تبرهن على اعتزازه و تمسكه بمبدئه الشريف.
شكره للصنائع
:
قد يؤخذ على الشريف تنازله مع بهاء الدولة الى مقام الخاضع المتصاغر في قوله له: «أنا غرس غرسته» و قوله: «و ارع لغرس أنت انهضته» و نحوه. و هذا رأي فيه تحامل شائن، لأنا مهما طبعنا نفس الشريف بطابع العزة و الاستعصاء على الذل و الخنوع، فانا لا ننسى أن
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 0 صفحه : 46