responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 0  صفحه : 45

فأوسعني قبل العطاء كرامة # و لا مرحبا بالمال إن لم أكرّم‌

و هذا ربما يؤخذ منه أنه لا يتهالك على المال، و انه يؤثر عليه صيانة الغرض و الكرامة، استمساكا بالعزة و الأنفة، لا كمن يمدح الملوك للاسترفاد و أخذ المال بأيّ وسيلة ممكنة. و هذا توسط بين طرفي الابتذال و الإباء، لا يعاب سالكه و لا يهدم شرف الشريف انتهاجه، و لربما يدعم بمثل قوله للمهلبي:

فهذا ثنائي لا أريد به الغنى # ابى المجد أني أجعل المدح مكسبي

كم عرّضوا لي بالدنيا و زخرفها # لمع الهلوك فلم أرفع لها رأسا

أريد الكرامة لا المكرمات # و نيل العلا لا العطايا الجساما

و هذا التوسط هو الذي صيّره مقلا-فيما يزعم-على وفور ما عنده، و هو الذي جعله يلهج بالقناعة كثيرا، و يكثر من التلهف على بلاغ من العيش يناله بعزة، نحو قوله:

من لى ببلغة عيش غير فاضلة # تكفني عن قذى الدنيا و تكفيني

أخيّ!من باع دنياه و زخرفها # بصونه كان عندي غير مغبون‌

و على العلات، فاني لا اعرف في عصر الشريف بل في اكثر العصور شاعرا استكبر على الكسب بالشعر، بل لا نكاد نعرف للشعراء غرضا من نظم الشعر في الأغلب إلاّ التماس الوفرية، لكن الشريف يتكبر على تلك العادة السيئة و يأنف من المدح، إلاّ أن يكون فيه نوع من الكرامة لا يحط من شرفه و لا يضع من مقداره؛ و لذا نراه يندد بمن لا يبالى إذا حصل له المال من اي طريق اجتلبه.

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 0  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست