نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 6 صفحه : 217
فإن الشجري جدّه الأعلى عبد الرحمن بن القاسم، كان سكن (شجرة) ، قرية من أعمال المدينة الطيّبة، فيها مسجد الشجرة المعروف.
و قد ذكره تلميذه الشيخ منتجب الدين في الفهرست [1] ، و حكاه في الأصل [2] .
كان من كبار العلماء العلويّة الإمامية ببغداد و مشايخهم، المرجوع إليه في العلوم الإسلاميّة. و كان من أئمّة العلوم العربيّة المنقول عنه في كتب الفن.
و قد تخرّج عليه جماعة يوصفون بالكمال و الفضل، منهم تلميذه الآخر أبو البركات بن الأنباري في نزهة الألبّا، قال: و أمّا شيخنا الشريف أبو السعادات هبة اللّه بن علي بن محمد بن حمزة العلوي الحسني النحوي المعروف بابن الشجري فإنه كان فريد عصره، و وحيد دهره في علم النحو. و كان تام المعرفة باللغة، أخذ عن أبي المعمّر يحيى بن طباطبا العلوي، و صنّف في النحو تصانيف، و أملى كتاب الأمالي، و هو كتاب نفيس، كثير الفائدة، يشتمل على فنون من علم الأدب. و كان فصيحا، حلو الكلام. حسن البيان و الإفهام، و كان نقيب الطالبيين بالكرخ، نيابة عن الطاهر. و كان وقورا في مجلسه، ذا سمت حسن، لا يكاد يتكلّم في مجلسه بكلمة إلاّ و تتضمّن أدب نفس، أو أدب درس.
و لقد اختصم إليه يوما رجلان من العلويّين، فجعل أحدهما يشكو و يقول عن الآخر أنه قال فيّ (كذا و كذا) ، فقال له الشريف: يا بني احتمل، فإن الاحتمال قبر المعائب.
[1] فهرست منتجب الدين المطبوع مع بحار الأنوار 105/292.