responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 427

و كان يطالع على ضوء بيت الخلاء قائما على قدميه تمام الليل في كلّ ليلة، و هو مكدّ في الاشتغال، مجدّ فيه بغاية جهده، فترقّى حتّى صار يحضر عالي درس المولى محمد تقي المجلسي في عداد العلماء الأعلام، و هو لا يفتر بالليل و النهار عن الاشتغال إلى أن فاق أقرانه، و صارت لأستاذه العناية التامة به، و الشفقة الخاصّة له، و فهم منه الرغبة في التزويج. و قال له يوما بعد الدرس: إن أذنت لي زوّجتك بامرأة أختارها لك.

فاستحيا و أطرق برأسه إلى الأرض و أذن له، فدخل أستاذه التقي على ابنته الفاضلة المجتهدة البالغة في العلوم حدّ الكمال آمنة بيكم، و قال لها: قد اخترت لك زوجا في غاية الفقر، و منتهى الفضل و الصلاح و الكمال، فهل ترضين بذلك؟فقالت الفاضلة: ليس الفقر عيبا في الرجال.

فعقد العلاّمة والدها مجلسا عظيما، و زوّجها من المولى محمد صالح، و زفّها إليه. فلمّا دخل عليها و رفع البرقع عن وجهها و نظر إلى جمالها، عمد إلى زاوية الحجرة، و أخذ بالحمد و الشكر للّه، و اشتغل بالمطالعة.

و اتفق وروده على مسألة أشكلت عليه لم يقدر على حلّها، و صار يتضرّع إلى اللّه في كشفها و حلّها له. و عرفت ذلك الفاضلة، فلمّا خرج إلى التدريس عمدت الفاضلة إلى تلك المسألة و شرحتها، و رفعت الإشكال عنها، و وضعت ما كتبته في كشفها في الموضع الذي يراد.

فلمّا جنّ الليل و جاء زوجها للمطالعة وجد الكتابة في حلّ ما كان أشكل عليه، فسجد للّه شكرا و اشتغل بالعبادة إلى الفجر.

و لم يقرب زوجته ثلاثة أيام، فعرف بذلك أستاذه العلاّمة التقي، فقال له: إن لم تكن هذه الزوجة مرضيّة لك أزوّجك غيرها.

نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست