responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 348

فقالوا له: لا بدّ من تعيين الأمر، فإن كان عزمك على البقاء هنا فإنّا معك، و لنا حينئذ تكليف، و إن لم يكن عزمك على البقاء فأخبرنا حتى نرجع إلى النجف.

و بالجملة، صار البناء أن يستخير اللّه في الحرم المطهّر على العزم على البقاء على كلّ حال، و على الرجوع إلى النجف على كلّ حال، فلم تساعد الاستخارة إلاّ على الإقامة بسامراء على كلّ حال، فعزم على البقاء، و طلب أسبابه و كتبه من النجف، و كذلك من معه من الأصحاب و أخذ في لوازم البقاء.

و علم الناس عزمه على البقاء فانتقلت الصفوة من تلامذته إليه حتّى صارت سامراء مثل الجزيرة الخضراء في الروحانيّة، و أعلى اللّه فيها ذكره و أعزّ نصره، و صارت سامراء دار العلم و بيضة الإسلام و مرجع العام لأهل الدين و الدنيا، و انتشر ذكرها في صفحتي الكرة.

و من غريب الاتفاق الذي لم يحكه التاريخ منذ خلق اللّه الدنيا أن انحصر رئيس المذهب الجعفري في تمام الدنيا بسيدنا الأستاذ في آخر الأمر، و مات رؤساء الدين و المراجع العامة من كلّ البلاد، و لم يبق لأهل هذا المذهب رئيس سواه، كما أنه لم يتفق في الإماميّة رئيس مثله في المطاعيّة و الجلالة و نفوذ الكلمة.

و توفّي-قدّس سرّه-بمرض السلّ بعد صلاة العشاء من ليلة الأربعاء، الرابع و العشرين من شهر شعبان سنة 1312 (اثنتين و عشرة و ثلاثمائة بعد الألف) .

عمّر اثنتين و ثمانين سنة، و كان قد أوصى بدفنه في النجف في المكان الذي كان قد أعدّ له، فغسّل في شطّ سامراء و حمل نعشه آخر نهار الأربعاء، و كنت أنا الحامل له و جماعة من أهل العلم، وضعناه في‌

نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن    جلد : 5  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست