نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 234
و التبجيل، و كذلك أمراء تلك الدولة، و عزّلت الأسواق يوم وروده لتلك البلدة، و كان من استقبال الناس ما هو المعروف المشهور، و بقي مدّة هناك، و داره ممتلئة من الأعيان و الأشراف و أرباب الحوائج، و أحكم ما كان يريده من رفع بعض المظالم، و دفع البدع الجديدة.
قال: و رجع إلى أصفهان، و كان يوم وروده لتلك البلدة يوما مشهودا و عيدا للناس جديدا.
قال: و طار بذكره الركبان، و قصده الناس من كلّ مكان على أصنافهم، فمن وارد لعلمه و نواله، و من لائذ من خطوب الزمان بظلّ جلاله، و مستفت عمّا يلزمه من حرامه و حلاله، و حامل إليه ما عليه من الحقوق في أمواله..
إلى أن قال: حتى كانت سنة ألف و ثلاثمائة، و عمره إذ ذاك يقرب من السبع و الستين سنة، و فيها في رجب اعتزل أيّاما عند قبر والده العلاّمة خارج البلد، و كان ذلك دأبه في كلّ سنة يعتزل أيّاما من ذلك الشهر هناك مشغولا بالعبادات و الطاعات. و لمّا رجع إلى البلد لم يكن له همّ إلاّ السفر إلى العراق و زيارة قبور الأئمّة هناك، و اجتمع لمنعه عن ذلك جميع أصناف أهل البلد، فلم يزده إلاّ الأمر بالتعجيل في تهيئة أسباب السفر.
قال: حدّثني والدي، قال: إني سألته ذات[مرّة]عن سبب هذه العجلة، فقال: لمّا كنت معتزلا في تخت فولاذ ظهر لي بسبب غير عادي أن أجلي قريب، فرأيت أن أسرع إلى تلك البقاع الشريفة، و لا أدع حمل جنازتي إلى غيري.
أو أن والدي كان معه في وقت اعتزاله و نقل له ذلك.
و لمّا تهيّأت أسباب السفر خرج متخفّيا ليلا مخافة أن يظهر للناس
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 234