نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 200
أخو السيد محمد صاحب المدارك، و سمّاها الشواهد المكيّة، حيث صنّفها بمكّة في نقض الفوائد المدنيّة، و نقضها بابا بابا حتّى عادت سرابا.
و كان هذا الاسترابادي المعجب بنفسه في أول أمره و أيام شبابه في النجف الأشرف يحضر على السيد الأجلّ السيد صاحب المدارك علمي الحديث و الرجال، و على الشيخ صاحب المعالم بعض الفقه و الأصول، و كان على الطريقة المستقيمة، حتّى إذا رحل إلى الحجاز، و جاور المدينة الطيبة، و ترك الاشتغال على الأساتيذ، و استبدّ برأيه و فكره، و هو بعد لم ينضج، و لم يطبخه العلم، و لا الأساتيذ، و لم يحصل له إلاّ الإعجاب بنفسه، و التبجّح بفكره و فهمه، فصار يفكّر في طريقة الحشويّة، و يراجع كتب السلفيّة، و مصنّفات أحمد بن تيميّة، فوقعت طريقتهم في نفسه، فأخذ في تطبيقها على طريقة الإماميّة، فأنتجت الفوائد المدنيّة و الخيالات الوهميّة، و جلّ ما فيها من الأدلّة على صحّة هذه الطريقة المنامات و الأطياف الشيطانيّة، و هو يراها رحمانيّة.
و لم يلتفت إلى أن تفرّده بهذه الطريقة دون جميع طبقات علماء الإماميّة ممّا يدلّ على بطلانها، لكن حبّ الشيء يعمي و يصم، خصوصا إذا كان الشخص ممّن له فكرة و غور، و كانت أفكاره جديدة لم يسبق إلى مثلها، فيتخيّل صحّتها حبّا منه لفكره و إعجابا بنفسه.
و من كان مستقيما إذا رأى من فكره أمثال هذه الخرافات يطرحها و يضرب بها عرض الجدار، و يخطّىء نفسه و يعرف انحرافه لمخالفته لطبقات أهل العلم بهذه المقامات، لأنّه يذمّهم جميعا و يقول ما لفظه:
أول من غفل عن طريقة أصحاب الأئمّة، و اعتمد على فنّ الكلام، و على أصول الفقه المبتنيين على الأفكار العقليّة المتداولة بين العامّة فيما أعلم محمد بن أحمد بن الجنيد العامل بالقياس، و حسن بن علي بن أبي عقيل العماني المتكلّم.
نام کتاب : تكمله أمل الآمل نویسنده : الصدر، السيد حسن جلد : 5 صفحه : 200