زمان التلبس اعنى تلبس الذات بالمبدإ في احد الازمنة الثلاثة من كون وقوعه فى الامس او الحال او الاستقبال فان كان التلبس على نحو الوقوع فى الامس فهو مفهوم الماضى و ان كان على ارادة الوقوع اعنى حال ارادة صدور الحدث من الذات فهو مفهوم الامر و ان كان على نحو التوقع و انه سيوقع فى الخارج فيما سيأتى فهو مفهوم المستقبل.
و لا يخفى ان بين هذه الصور يكون قدرا مشتركا موجودا فى كل صورة تصورها الذهن، و هى الحدث المجرد عن الخصوصيات التى كانت فى حواشيه.
و هكذا فى ناحية لفظه مثل (ضرب) بسكون الراء فانه ايضا لفظ دل على نفس الحدث و يكون مادة لسائر الصيغ فى هذا الصنف على ما قالوا و ان كان فيه اشكال على المختار فيما سيأتى من ان المصدر ليس مادة للصيغ المشتقة بل هو فرد من افرادها فالمادة هى (ض- ر- ب) التى تتشكل باشكال مختلفة تارة بصيغة يقال لها المصدر و تارة على صورة الماضى و ثالثة على نحو المضارع و قد تكون بصورة الامر و هكذا فتكون هى الهيولى للصور الطارية عليه و قدرا مشتركا لها.
و هذا معنا ما قلناه من ان للحدث وضع نوعى فى جميع استعمالاته حتى المشتق فى اللفظ و المعنى، فهو واحد بملاحظة نفسه و كثير بملاحظة خصوصياته العارضة له.
و من ذلك يظهر لك كون الهيئة ايضا على وضع نوعى لان هيئة المشتق كالفاعل و غيره بنفسها تصلح للمواد المتنوعة المتكثرة فى كل واحد منها دلالة على معنى الحدث كالعالم و الضارب و القاتل و هكذا الى غير النهاية.
فتحصل ان المشتق بمادته و هيئته يكون وضعه نوعيا لا شخصيا لان المادة بمنزلة الهيولى بالنسبة الى الصورة و لا يمكن ملاحظة التفكيك بينهما و لحاظ كل واحد منهما بنحو الاستقلال كما عن المحقق الخراسانى من ان الوضع فى الهيئة قانونى و فى المادة شخصى ليس بسديد بل الامر فيهما واحد.