(و اما) صحة السلب، فهو دليل المجاز ان كان الحمل اوليا لان قوله الانسان ليس بحمار او ليس بحيوان ناهق يدل على عدم اتحاد المفهوم بين الموضوع و المحمول فلا يصدق الهوهوية الذى كان ملاك الحقيقة فى الحمل الاولى.
و اما بناء على الحمل الشائع الصناعى فيمكن ان صحة السلب لا يدل على عدم الوضع لصحة سلب الانسان بهذا الحمل عن الحيوان الناطق و بالعكس لوجود التغاير فى المفهوم على ما فصلناه فى بيان الحمل الاولى مع كونهما متحدين ذاتا.
تتميم فى بيان الثمرة:
و اعلم ان ثمرة البحث (من ان هذا اللفظ هل كان حقيقة فى ذلك المعنى او مجازا) يظهر فى باب حجية الامارات.
و التفصيل: ان الاحتمالات فى حجيتها ثلاثة، الاول حجيتها بناء على الظهور حين الوصول فقط، الثانى حجيتها بناء على الظهور حين صدوره عن المعصوم (عليهم السّلام) فيعبّر عن الاول بظهور الواصل و عن الثانى بظهور الصادر، الثالث هو الاحتمال الاول لكن لا مطلقا بل بحيث يكشف عن الظهور الصادر ايضا و هو الحق عندنا.
فعلى الاخيرين لو كان للفظ ظهور حين الوصول و لم يكن يعلم معناه الحقيقى مع عدم وجود قرينة للمجازية فبضميمة اصالة عدم النقل يحكم بان اللفظ موضوع للمعنى الذى كان ظاهرا فيه. و مع اصالة عدم وجود القرينة حين الصدور يحكم بانه حقيقة فى هذا المعنى ايضا حين الصدور فيكون اللفظ بسبب هذين الاصلين يكشف عن معناه الحقيقى الصادر و ان ما هو الواصل الينا هو الصادر عن المعصوم (عليهم السّلام).
إلّا انه فرق واضح بين مسلكنا هذا و مسلك القدماء لانهم عند اجمال الواصل يتمسكون باصالة عدم القرينة للمجازية لاجراء اصالة الحقيقة تعبدا، خلافا لمذهبنا