نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 42
معكم لأنّهم إذا كفروا بما يصدّقه فقد كفروا به. «وَ لاََ تَشْتَرُوا بِآيََاتِي ثَمَناً قَلِيلاً» الاشتراء استعارة للاستبدال، كما في قوله: «اِشْتَرَوُا اَلضَّلاََلَةَ بِالْهُدىََ» *[1] أي لا تستبدلوا بآياتى ثمنا قليلا، و إلاّ، فالثّمن هو المشترى به. و الثّمن القليل: الرّياسة الّتى كانت لهم في قومهم خافوا فوتها باتّباعه فاستبدلوها [2] بآيات اللّه.
.
الباء في قوله: «بِالْبََاطِلِ» يجوز أن يكون مثل ما في قولك: «لبست الشّيء بالشّيء» : [3] خلطته به، فيكون المعنى و لا تكتبوا في التّوراة ما ليس منها فيختلط الحقّ بالباطل؛ و يجوز أن يكون [4] باء الاستعانة كما في قولك: «كتبت بالقلم» ، فيكون المعنى و لا تجعلوا الحقّ ملتبسا مشتبها بباطلكم الّذى تكتبونه. و «تَكْتُمُوا» جزم معطوف على «تَلْبِسُوا» بمعنى و لا تكتموا، أو منصوب بإضمار أن أي و لا تجمعوا بين لبس الحقّ بالباطل و كتمان الحقّ، كقولك: لا تأكل السّمك و تشرب اللّبن، «وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» أنّه حقّ و تجحدون ما تعلمون.
.
أي و أدّوا الصّلوة بأركانها، و أعطوا ما فرض اللّه عليكم من الزّكوة، «وَ اِرْكَعُوا مَعَ اَلرََّاكِعِينَ» من المسلمين، لأنّ اليهود لا ركوع لهم في صلاتهم، و قيل: إنّ المراد به صلاة الجماعة.
.
الهمزة للتّقرير مع التّوبيخ و التّعجيب من حالهم. و «بِالْبِرِّ» سعة الخير، و منه البرّ لسعته، و يتناول كلّ خير، و منه قولهم: صدّقت و بررت، و كانوا يأمرون أقاربهم في السّرّ باتّباع محمّد-ص ع-و لا يتّبعونه. «وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ» تتركونها من البرّ «وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ اَلْكِتََابَ» تبكيت مثل قوله: «وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ»[5] ، يعنى [6] : تتلون التّوراة و فيها صفة محمّد صلّى اللّه عليه و آله، «أَ فَلاََ تَعْقِلُونَ» توبيخ عظيم بمعنى