نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 40
معنى تلقّى الكلمات استقبالها بالأخذ و القبول و العمل بها، أي أخذها «مِنْ رَبِّهِ» على سبيل الطّاعة، و رغب إلى اللّه بها، أو سأله بحقّها، فَتََابَ اللّه عَلَيْهِ .
و من قرأ «فتلقّى آدمَ» بالنّصب، «كلماتٌ» بالرّفع، فالمعنى أنّ الكلمات استقبلت آدم-عليه السّلام-بأن بلغته. و الكلمات هي قوله: «رَبَّنََا ظَلَمْنََا أَنْفُسَنََا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنََا وَ تَرْحَمْنََا لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلْخََاسِرِينَ»[1] . و قيل: هى قوله: لا إله إلاّ أنت ظلمت نفسى فاغفر لى إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت» . و في رواية أهل البيت-عليهم السّلام - أنّ الكلمات هي أسماء أصحاب الكساء عليهم السّلام. و اكتفى بذكر توبة آدم عن ذكر توبة حوّاء لأنّها كانت تبعا له. و «اَلتَّوََّابُ» : الكثير القبول للتّوبة، و هو في صفة العباد: الكثير التّوبة.
كرّر-سبحانه- «قُلْنَا اِهْبِطُوا» للتّأكيد و لما تبعه من قوله: «فَإِمََّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً» أي فإن يأتكم منّى هدى برسول أبعثه إليكم و كتاب أنزله عليكم، «فَمَنْ تَبِعَ هُدََايَ» بأن يقتدى برسولى و يؤمن به و بكتابه، «فَلاََ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ» من العقاب «وَ لاََ هُمْ يَحْزَنُونَ» على فوت الثّواب. و جواب الشّرط الأوّل الشّرط الثّاني مع جوابه، كقولك: إن جئتنى فإن قدرت أحسنت إليك [2] .