نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي جلد : 1 صفحه : 578
السيف و في ظلّ استخدام القوّة.
اما بطلان هذا الكلام فسيثبت من خلال الحوادث القادمة.
و نحن نذكر هنا للمثال حادثة وقعت قبل الهجرة، و نلفت إليها نظر القارئ الكريم، فان دراستها و التعمق فيها يثبت بجلاء ان انتشار الاسلام و نفوذه في أوساط الناس كان في بداية الأمر نابعا من جاذبيته التي كانت تجذب كل انسان بمجرد اعطاء شرح مختصر عنه و عن تعاليمه المحببة إليه.
و إليك الحادثة بنصها:
(1) قرر مصعب بن عمير المبلّغ و الداعية الاسلامي المعروف الذي بعثه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى المدينة بطلب من اسعد بن زرارة، ذات يوم أن يدعو هو و اسعد أشراف المدينة و ساداتها الى الاسلام بالمنطق و الدليل فدخلا حائطا [1] من حوائط المدينة فجلسا هناك و اجتمع إليهما رجال ممن اسلم، و كان سعد بن معاذ و اسيد بن حضير و هما من سادات بني الاشهل موجودين هناك أيضا.
فقال سعد لا سيد: جرّد حربتك و قل لهذين (يعني مصعبا و اسعد) ما ذا جاء بهما الى ديارنا يسفهان ضعفاءنا، و لو لا أن سعد بن زرارة ابن خالتي، لكفيتك ذلك.
(2) ففعل اسيد ذلك و قال لمصعب ما جاء بكما إلينا تسفّهان ضعفاءنا و راح يشتمهما فقال له مصعب داعية الاسلام الحكيم، و المتكلم البليغ الذي تعلّم اسلوب الدعوة المؤثر من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أو تجلس فتسمع، فان رضيت أمرا قبلته، و ان كرهته كفّ عنك ما تكره؟
قال: أنصفت ثم ركّز حربته و جلس إليهما يستمع لقولهما فكلّمه مصعب بالاسلام، و قرأ عليه شيئا من القرآن، فأثّرت آيات القرآن و ما قاله مصعب من المواعظ البليغة في نفسه حتى عرف ذلك في إشراق وجهه، و انفراج اساريره، و شوقه فقال: ما احسن هذا الكلام و اجمله؟! كيف تصنعون إذا اردتم أن تدخلوا