نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي جلد : 1 صفحه : 431
(1) فقام «عتبة» الى أصحابه و قد تغيّرت ملامحه فقال بعضهم لبعض: نحلف باللّه لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به!! فلما جلس إليهم قالوا:
ما وراءك يا أبا الوليد؟
قال: ورائي اني قد سمعت قولا و اللّه ما سمعت مثله قط، و اللّه ما هو بالشعر، و لا بالسحر، و لا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني و اجعلوها بي، و خلّوا بين هذا الرجل و بين ما هو فيه فاعتزلوه، فو اللّه ليكوننّ لقوله هذا الذي سمعت منه نبأ عظيم، فان تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، و ان يظهر على العرب فملكه ملككم، و عزه عزّكم، و كنتم أسعد الناس به.
فانزعجت قريش من مقالة «عتبة» هذا و سخرت به و قالت: سحرك و اللّه يا أبا الوليد بلسانه!!
هذان نموذجان من رأي كبار فصحاء العرب في العهد الجاهليّ، في القرآن الكريم.
على أن هناك أمثلة و نماذج اخرى كثيرة في هذا المجال.
(2)
تحججات قريش العجيبة:
اجتمع «عتبة بن ربيعة»، و «شيبة بن ربيعة» و «أبو سفيان بن حرب»، و «النضر بن الحارث»، و «أبو البختري»، و «الوليد بن المغيرة»، و «ابو جهل» و «العاص بن وائل» و غيرهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا الى «محمّد» فكلّموه، و خاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا إليه؛ فجاءهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) سريعا و هو يظن أن قد بدا لهم فيما كلّمهم فيه بداء و انهم قد غيّروا مواقفهم، و كان يحبّ رشدهم و هدايتهم حتى جلس إليهم.