responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 430

فقالوا: بلى يا أبا الوليد قم إليه فكلّمه.

(1) فقام إليه «عتبة» حتى جلس الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فقال:

يا ابن أخي إنك منّا حيث ما قد علمت من الشرف في العشيرة و المكان في النسب، و انك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرّقت به جماعتهم و سفهت به أحلامهم، و عبت به آلهتهم، و دينهم، و كفّرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك امورا تنظر فيها لعلّك تقبل منها بعضها، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قل يا أبا الوليد اسمع.

قال: يا ابن أخي إن كنت إنّما تريد بما جئت به من هذا الأمر ما لا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون اكثرنا مالا، و ان كنت تريد به شرفا سوّدناك علينا حتى لانقطع أمرا دونك، و إن كنت تريد به ملكا ملّكناك علينا، و إن كان هذا الذي يأتيك رئيّا (و هو ما يتراءى للناس من الجنّ) تراه لا تستطيع ردّه عن نفسك طلبنا لك الطبّ، و بذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربّما غلب التابع على الرجل حتى يداوي منه، حتى إذا فرغ «عتبة»، و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يستمع منه قال: أ قد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم قال: فاسمع منّي؛ قال: افعل، قال:

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. حم. تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيراً وَ نَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ. وَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ» [1].

ثم مضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فيها يقرؤها عليه، فلمّا سمعها منه «عتبة» أنصت لها و ألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يسمع منه و بقي على هذه مدة من الزمن صامتا و كأنه قد سلب قدرة النطق، ثم انتهى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى السجدة فسجد ثم قال.

«قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت و ذاك».


[1] فصلت: 1- 5.

نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست