responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 356

فكيف يمكن القول- و الحال هذه- أن أباعد عن البيت النبويّ مثل «زيد بن حارثة» و غيره اطّلعوا على أسرار الوحي، بينما جهل ابن عم النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و اقرب الناس إليه، و الذي كان معه في اكثر الأوقات بما أتى به (صلّى اللّه عليه و آله) و ما نزل عليه.

(1) إنّ غرض النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) من تربية الإمام عليّ و تكفّله إياه كان الى حدّ كبير هو أداء ما أسدى إليه أبو طالب من خدمات، و لم يكن ثمة شي‌ء أحبّ الى رسول اللّه من أن يهدي أحدا إلى الصراط المستقيم، فكيف يمكن أن يقال- و الحال هذه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حرم ابن عمّه الذي كان يتمتع بذكاء باهر و ضمير يقظ، من هذه النعمة الكبرى.

إن من الأفضل أن نسمع هذا الأمر من لسان «علي» نفسه، فقد بيّن (عليه السلام) في الخطبة القاصعة منزلته من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلّم و قربه إليه هكذا:

«و لقد علمتم موضعي من رسول اللّه بالقرابة القريبة، و المنزلة الخصيصة، وضعني في حجره و أنا وليد، يضمّني إلى صدره، و يكنفني في فراشه، و يمسّني جسده، و يشمّني عرفه (عرقه) ... و لقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل إثر امّه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما و يأمرني بالاقتداء به، و لقد كان يجاورني في كل سنة بحراء فأراه و لا يراه غيري، و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول اللّه، و خديجة و أنا ثالثهما أرى نور الوحي و الرّسالة و أشمّ ريح النبوة» [1].

(2) و جاء في تاريخ الطبري عن ابن اسحاق قال: كان اول ذكر آمن برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و صلّى معه و صدّق بما جاءه من عند اللّه «علي بن ابي طالب» (عليه السلام) و هو يومئذ ابن عشر سنين، و كان ممّا انعم اللّه به على عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) انه كان في حجر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)


[1] نهج البلاغة: ج 2 ص 182، و في هذه الخطبة نفسها يقول: اللّهمّ إني أوّل من أناب و سمع و اجاب لم يسبقني إلّا رسول اللّه بالصلاة.

نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست