responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 307

و اما الثاني فقوله سبحانه: «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ» [1] فقوله: «آمن الرسول بما انزل إليه» صريح في أنّ متعلّق الإيمان الحاصل بعد الوحي، هو الإيمان «بما انزل إليه» أعني تفاصيل الكتاب في المجالات المختلفة، لا الإيمان باللّه و توحيده و عندئذ يرتفع الابهام في الآية التي تمسكت بها المخطئة و من ينسبون عدم الإيمان باللّه و توحيده إلى النبي قبل البعثة، و يتبيّن أن متعلق الإيمان المنفيّ في قوله:

«و لا الإيمان» هو «ما انزل». لا الايمان بالمبدإ و توحيده.

و الحاصل إن هنا شيئا واحدا هو: «الايمان بما انزل من المعارف و الاحكام و الانباء» فقد نفي عنه في الآية المبحوث عنها لكونها ناظرة الى فترة ما قبل البعثة، و اثبت له في الآية الاخرى لكونها ناظرة إلى ما بعد البعثة.

قال الطبرسي: «ما كنت تدري ما الكتاب» ما القرآن و لا الشرائع و معالم الايمان‌ [2].

و قال الفخر الرازي: المراد من الايمان هو الاقرار بجميع ما كلّف اللّه تعالى به، و انه قبل النبوة ما كان عارفا بجميع تكاليف اللّه تعالى بل انه كان عارفا باللّه ... ثم قال: صفات اللّه تعالى على قسمين: منها ما تمكن معرفته بمحض دلائل العقل، و منها ما لا تمكن معرفته الا بالدلائل السمعيه، فهذا القسم الثاني لم تكن معرفته حاصلة قبل النبوة [3].

و قال العلامة الطباطبائي في الميزان: ان الآية مسوقة لبيان ان ما عنده (صلّى اللّه عليه و آله) الذي يدعو إليه انما هو من عند اللّه سبحانه لا من قبل نفسه، و إنما اوتي ما اوتي من ذلك بالوحي بعد النبوة، فالمراد بعدم درايته بالكتاب هو عدم علمه بما فيه من تفاصيل المعارف الاعتقادية و الشرائع العملية، فان ذلك هو الذي اوتي العلم به بعد النبوة و الوحي، و المراد من عدم درايته الإيمان عدم تلبسه‌


[1] البقرة: 285.

[2] مجمع البيان: ج 3 ص 88 و 89.

[3] مفاتيح الغيب: ج 7 ص 410.

نام کتاب : تعريب سيد المرسلين نویسنده : جعفر الهادي    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست