ارادته الّا بالفرد فيتبعها ارادة الطّالب لانها لا تتعلق ايضا الا بالمقدور و المقدور له ليس الّا ما هو مقدور لذاك الغير و هو الفرد و قد مرّ ان ارادة الافراد تخييريا ارادة للطّبيعة عينا فيعبّر عن الطلب التخييرى بالطلب العينى لانّهما متحدان حقيقة و تغايرهما اعتبارى نعم لو كان المصلحة فى نظر الامر فى الطبيعة فتعلق ارادته بالخصوصيّة تبعيّة و تعلق الطلب بالطّبيعة مع العلم بانّه باعتبار تعلقه بالفرد لا يدل الا على كون ارادة الطبيعة اصليّة الّا بادّعاء الانصراف كما لا يخفى و اعلم انه لا ثمرة بين القول بتعلق الطّلب بالفرد و بين القول بتعلّقه بالطبيعة باعتبار الفرد نعم الثّمرة بينها و بين القول بتعلق الطلب بالطبيعة من حيث هى لعلّها تظهر فى اجتماع الامر و النّهى
فتم
[تشريح] تعريف الدلالة و بيان اقسامها
تشريح الدلالة كون الشيء بحيث متى فهم فهم منه شيء آخر و الشيء الاول هو الدال و الثانى هو المدلول و هى على اقسام منها اللفظية الوضعيّة و قال بعض المحققين ان دلالة اللفظ الموضوع اما دلالة تصديقيّة او تصوّرية فالاولى هى دلالته على تحقق ارادة المتكلم تفهيم المعنى و الثانية هى افادته تصوّر الموضوع له و لم نفهم محصّلا للثانية لان ما يعقل فى كيفية الوضع و تحقّقه من الواضع لا يترتب عليه هذا النحو من الدّلالة و ما يترتّب عليه من كيفيّة الوضع هذا النحو من الدلالة لا يعقل تحققه من الواضع فكيف يتحقق تلك المرتبة الثانية من الدلالة فى اللفظ باعتبار الوضع و توضيح ذلك ان الدلالة ليست هى الّا الملازمة الذهنية لا بمعنى تصوّر شيء آخر بعد تحقق شيء آخر بحيث يتحقق تصوّران مترتّبان فى التحقق الذهنى بل بمعنى تصوّر شيء مقيّدا بمقارنته للآخر نعم للتقييد انحاء من العرضية و المجاورة و السببيّة و غيرها من انواع التعلقات و الارتباطات و وجه كون الدلالة هى الملازمة على المعنى المذكور ان الملازمة الذهنية مسبّبة عن الملازمة الخارجيّة و هى تصير سببا لها لان الشيء بعد المعرفة به بخصوصياته لا يتصور الا بهذه الخصوصيّات و الخصوصيّات لوازم له بانحاء مختلفة بحسب اختلاف انحاء التعلقات و الارتباطات و لا ريب ان تصور الشيء بلوازمه و خصوصيّاته تصور واحد و تعدده انما هو باعتبار كون المتصور بهذا