responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 223

قال محمد بن سيرين: و قد ظهرت كرامات علي بن أبي طالب (ع) في هذا فانه لقي عمر بن سعد يوما و هو شاب فقال ويحك يا ابن سعد كيف بك اذا اقمت يوما مقاما تخير فيه بين الجنة و النار فتختار النار.

و قال الواقدي و غيره: لما رحل الحسين (ع) من القادسية وقف يختار مكانا ينزل فيه و اذا سواد الخيل قد أقبل كالليل و كأن راياتهم اجنحة النسور و اسنتهم اليعاسيب فنزلوا مقابلهم و منعوهم الماء ثلاثة أيام، فناداه عبد اللّه بن حصن الأزدي يا حسين أ لا تنظر الى الماء كأنه كبد السماء و و اللّه لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا. فقال الحسين اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا فكان بعد ذلك يشرب الماء و لا يروى حتى سقي بطنه فمات عطشا.

و ناداه عمرو بن الحجاج يا حسين هذا الماء تلغ فيه الكلاب و تشرب منه خنازير أهل السواد و الحمر و الذئاب و ما تذوق منه و اللّه قطرة حتى تذوق الحميم في نار الجحيم فكان سماع هذا الكلام على الحسين أشد من منعهم إياه الماء. قال فلما اشتد بالحسين و أصحابه العطش بعث بالعباس بن علي (ع) أخيه الى المشارع في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا فاقتتلوا عليه و لم يمكنوهم من الوصول اليه.

و كان عمر بن سعد يكره قتال الحسين فبعث اليه يطلب الاجتماع به فاجتمعا خلوة فقال له عمر ما جاء بك فقال أهل الكوفة فقال ما عرفت ما فعلوا معكم فقال من خادعنا في اللّه انخدعنا له، فقال له عمر قد وقعت الآن فما ترى فقال دعوني ارجع فأقيم بمكة أو المدينة أو اذهب الى بعض الثغور فاقيم به كبعض أهله فقال أكتب الى ابن زياد بذلك فكتب الى ابن زياد يخبره بما قال فهم ابن زياد ان يجيبه الى ذلك فقال شمر بن ذي الجوشن الكلابي لا تقبل منه حتى يضع يده في يدك فانه ان افلت كان أولى بالقوة منك و كنت أولى بالضعف منه فلا ترض إلا بنزوله على حكمك؛ فقال ابن زياد نعم ما رأيت و كتب الى ابن سعد اما بعد: فاني لم أبعثك إلى الحسين لتطاوله و تمنيه السلامة و تكون شافعا له عندي فان نزل على حكمي و وضع يده في يدي فابعث به اليّ و ان أبى فازحف عليه و اقتله و أصحابه و أوطئ الخيل صدره و ظهره و مثل به و ان ابيت فاعتزل عملنا و سلمه الى شمر بن ذي الجوشن فقد أمرناه فيك بامر و كتب الى أسفل الكتاب:

الآن حين تعلقته حبالنا* * * يرجو الخلاص و لات حين مناص‌

نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست