و اختلفوا في موضع قبره على أقوال: احدهما في قصر الامارة بالكوفة و غيبوا موضعه، قاله الواقدي.
و الثاني: انهم جعلوه في صندوق و حملوه على بعير الى المدينة فضل البعير الذي كان عليه فأخذته طي فظنوه مالا فلما رأوه دفنوه عندهم قال عكرمة.
و الثالث: ان التابوت مضى الى المدينة و دفن الى جانب فاطمة (ع)؛ قاله أبو نعيم الفضل بن دكين.
و الرابع: انه في قبلة جامع الكوفة ذكره هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال و اخبرت ان حائط القبلة انشق في أيام الحجاج فحفر الأساس فوجدوا شيخا أبيض الرأس و اللحية و على ثيابه أثر الدم فردوا عليه التراب و قد حكاه ابن شبرمة و حكاه البلاذري أيضا و قال ان الحجاج لما رآه قد ظهر قال أبو تراب و اللّه و أراد به سوءا فقال له عنبسة بن سعيد بن العاص ناشدتك اللّه ان لا تفعل فسكت.
و الخامس: انه في الكوفة عند مسجد الجماعة مما يلي أبواب كندة حكاه ابن سعد في (الطبقات) عن الشعبي.
و السادس: انه على النجف في المكان المشهور الذي يزار فيه اليوم و هو الظاهر و قد استفاض ذلك.
[1] و في نسخة: و اختلفوا في الليلة التي استشهد فيها على أقوال: أحدها آخر الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان صبيحة الجمعة بمسجد الكوفة الجامع قاله ابن عباس.
و الثاني: ليلة احدى و عشرين من رمضان فبقي الجمعة ثم يوم السبت. و توفي (ع) ليلة الأحد. قاله مجاهد.
و الثالث انه قتل في الليلة السابعة و العشرين من شهر رمضان. قاله الحسن البصري. و هي ليلة القدر. و فيها عرج بعيسى بن مريم (ع) و فيها توفي يوشع بن نون و هذا أشهر.
و قال الواقدي: آخر كلمة قالها أمير المؤمنين (ع) يا بني إذا مت فألحقوا بي ابن ملجم أخاصمه عند رب العالمين ثم قرأفَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُالآية.
قال الواقدي: و لما توفي (ع). غسله ابناه الحسن و الحسين و عبد اللّه بن جعفر. و قيل و محمد بن الحنفية. و الصحيح انه لم يغسل لأنه سيد الشهداء.
و قال الواقدي كفن (ع) في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص و لا عمامة و كان عنده من بقايا حنوط رسول اللّه (ص) فحنطوه به و صلى عليه ولده الحسن (ع) و كبر عليه خمسا. و قيل ستا و سبعا.
نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي جلد : 1 صفحه : 163