صدق المشتق حقيقة تلبّسُ الذات بالمبدإ في وقتٍ من الأوقات، و إنْ كان منتفياً عند الإطلاق.
تجويز المحقق البروجردي كون البحث صغرويّاً
و قد جوّز السيد البروجردي أن يكون الخلاف صغرويّاً، فقال [1] ما حاصله: إن صدق أيّ عنوانٍ على ذاتٍ من الذوات، متوقّف على وجود الملاك المصحّح للحمل، و هو كون الذات مصداقاً لذلك العنوان المحمول عليها، فلو فقد الملاك لزم صدق كلّ مفهومٍ على كلّ ذاتٍ، أو الترجيح بلا مرجّح، ففي قولنا: «الجدار أبيض» يعتبر كون «الجدار» مصداقاً لعنوان «الأبيض» و إلّا فلِمَ لا يصدق هذا العنوان على الجدار غير الأبيض؟
و إلى هنا لا خلاف بين الطرفين، غير أنّ القائل بأن المشتق أعمّ من المتلبّس في الحال و من انقضى عنه المبدأ، يقول: بأنّه يكفي في تحقّق المِصداقيّة- التي هي المصحّحة للحمل- تلك الحيثيّة الاعتبارية الحاصلة للذات الصادر عنها «الضرب» مثلًا، بسبب صدوره عنها في وقتٍ من الأوقات، و هي حيثيّة باقية، كعنوان «من صدر عنه الضرب» على تلك الذات، و إنْ لم يكن هناك اتّصاف بالضرب عند الإطلاق. و يقول القائل بوضع المشتق لخصوص المتلبّس: بأنّ المصحّح للحمل و الملاك للمصداقيّة ليس إلّا الاتّصاف بالضاربيّة الفعلية حين الإطلاق، و أمّا وصف الذات بلحاظ اتّصافها سابقاً و حمل الضارب عليها فمجاز ...