قالوا: إن صحة الحمل و عدم صحة السلب علامتان للحقيقة، و عدم صحة الحمل و صحة السلب علامتان للمجاز.
و توضيح ذلك:
إن الحمل على ثلاثة أقسام: حمل هو هو، حمل ذو هو، الحمل الاشتقاقي، مثال الأول: زيد إنسان، و الثاني: الجدار ذو بياض، و الثالث:
الجدار أبيض.
و في تقسيم آخر- و هو المقصود هنا-: ينقسم الحمل إلى قسمين:
1- الحمل الأوّلي.
2- الحمل الشائع الصناعي.
و لا بدَّ في كلّ حملٍ من وحدة بين الموضوع و المحمول من جهةٍ، و من تغايرٍ بينهما من جهةٍ اخرى، ففي الحمل الأوّلي الذاتي يكون الاتحاد بينهما في المفهوم و التغاير بالاعتبار، مثل قولنا: الإنسان حيوان ناطق، فباللّحاظ الإجمالي هو «الإنسان» و باللّحاظ التفصيلي هو «الحيوان الناطق». أما في الحمل الشائع، فالاتحاد بينهما يكون في المصداق، و التغاير في المفهوم، كقولنا: زيد إنسان.
و الحمل بكلا قسميه علامة للحقيقة، أمّا في الحمل الأوّلي: فإنا إذا جهلنا معنى اللّفظ، نجعله محمولًا للّفظ الذي نعلم بمعناه، فإن صحّ الحمل