إن المعنى الحرفي عبارة عن النسبة الخاصة الموجودة في مورد تحقّقها، فالحروف و الهيئات موضوعة للروابط و النسب الخاصة الموجودة في أنحاء المنسوبات المختلفة و المرتبطة المختلفة [1].
توضيحه: إن الوجود ينقسم إلى:
1- الوجود الجامع لجميع النفسيّات، و هو اللَّه عزّ و جلّ، فإنهم يقولون بأنّه وجود في نفسه بنفسه لنفسه.
2- الوجود في نفسه لنفسه بغيره، و هو الجوهر.
3- الوجود في غيره لغيره بغيره، و هو العرض.
و في مقابلها: الوجود الذي لا نفسيّة له أصلًا، و جميع أنحاء النفسيّات مسلوبة عنه، بل نفسيّته بالطرفين و وجوده في الغير، و هذا الوجود غير محمول على شيء من الماهيّات، و إنما هو وجود شيء لشيء، بخلاف وجود الجوهر، و وجود العرض، فإنه وجود محمولي، نقول: العقل موجود، القيام موجود، أما مفاد كان الناقصة: كزيد كان قائماً، فإنه وجود غير قابل للحمل على موضوع، إنه ليس بكون شيء، بل هو كون شيء- أي القيام- لشيء و هو زيد، فهو كون رابط، و وجود قائم بوجودين.
و على الجملة، ففي الوجودات الخارجيّة وجود شيء، وجود شيء لشيء، و الأوّل وجود محمولي دون الثاني.
و كذلك الحال في المعاني، فإن هناك معنىً قائماً بنفسه، و معنىً غير قائم بنفسه بل ذاته التعلّق بالغير و القيام بالطرفين، و هذا القسم هو حقيقة
[1] نهاية الدراية 1/ 51 ط مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام).