الارتباط بفعل الذهن، فإنه يرى «سيراً» و «فاعلًا» و «بصرة» و «كوفة» و «حيث شروع» ... و هكذا.
و على الجملة، إن هذه المعاني تارةً: تأتي إلى الذهن كما هي مرتبطة في الخارج، و اخرى: تأتي إلى الذهن متفرقة مستقلّة بلا ارتباط فيما بينها، فهي بحاجة إلى ما يحقّق الارتباط فيما بينها.
قال: فما كان بحسب اللّحاظ الأوّل [يعني اللّحاظ المطابق للخارج] رابطةً بالحمل الشائع، يصير بحسب اللّحاظ الثاني مفهوماً مستقلّاً يحتاج في ارتباطه بالغير إلى رابط.
و قال: إن وجدت في الذهن على وزان وجودها الخارجي يكون معنىً أدوياً، و إنْ انتزع عنها مفهوم مستقل ملحوظ بحياله في قبال مفهومي الطرفين، يصير مفهوماً اسميّاً [1].
نقد الشيخ الاستاذ
ذكر شيخنا الاستاذ دام بقاه معلِّقاً على قول السيد البروجردي: بأن ما كان بحسب اللّحاظ الأول رابطةً، يكون باللّحاظ الثاني معنًى اسمياً، فقال:
هل المراد أنّه هو نفسه يصير معنىً اسميّاً أو غيره؟ ظاهر الكلام أنه نفسه ...
و حينئذٍ يستلزم القول بأن الذات الواحدة تصير بلحاظٍ شيئاً و بلحاظٍ آخر شيئاً آخر، و هذا معناه ورود الاستقلال و عدمه على الشيء واحد، و هو عين مبنى المحقق الخراساني صاحب (الكفاية).
فكان على السيد البروجردي أن يوافق على مبنى صاحب (الكفاية)، لكنّه يرى الاختلاف الجوهري بين المعنى الاسمي و المعنى الحرفي.