responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    جلد : 3  صفحه : 492

ذكر العلويين و مذهبهم، فقال: ما رأيت و لا عرفت و لا سمعت برجل من العلويين مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا (عليه السّلام) في هديه و سكونه و عفافته و شأنه و كبرته عند بني هاشم كافة و تقديمهم له على الاسن منهم و الخطر، و رأيت القواد و الوزراء و الاعيان و الكبار يعظمونه و يحترمونه، حتّى إني ذات يوم كنت واقفا على رأس أبي و هو يوم لجلوسه للناس فجاء الحاجب و قال له: إن ابا محمد الحسن (عليه السّلام) بالباب، فزبره بأعلى صوته قال: ائذنوا له بسرعة، فدخل، فلما نظر إليه قام قائما لاستقباله يمشي خطى، فأخذه بيده و عانقه و قبل وجهه و صدره و اجلسه بازائه و هو يقول له: مرحبا يا ابا محمد، و لم يكن يذكر الكنية في مجلسه لاحد سوى الخليفة او ولي العهد او امراء السلطان، فأقبل عليه بوجهه و قلبه، و جعل يحدثه و يفديه بنفسه، فجاء و قال لابي: ان الموفق‌ [1] ركب اليك، فلم يزل مقبلا عليه في الصحبة حتّى قرب الموفق فقال له أبي: جعلنى اللّه فداك، ثمّ قال للحاجب، خذ بسيدك خلف السماطين لئلا يراه الموفق، فقام و قام أبي لقيامه و عانقه مرة ثانية، و مضى به خلف السماطين لا يراه الموفق، فلم ازل مفكرا متعجبا من فعله معه حتّى صلّى العتمة و جلس كعادته ينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات و ما يعرف به السلطان، فجثثت بين يديه، فقال لي: هل لك حاجة؟ قلت: نعم، استأذنك في سؤال اسألك عنه، قال: سل عما بدا لك، قلت:

من الرجل الذي رأيتك فعلت معه ما لم تفعله مع غيره حتّى انّك فديته بنفسك و ولدك و ابويك؟

قال: يا بني هذا إمام الرافضة ابو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا، يا بني لو زالت الخلافة عن بني العباس لم يستحقها احد من بني هاشم و سائر الخلق غيره لفضله و عفافته و هديه و صيانته و صلاحيته و زهده و ورعه و عبادته و حسن جميل اخلاقه و كمال صفاته لا تحصى ابدا.

قال أحمد: فازددت تفكرا و قلقا و غيظا مما رأيت من أبي و سمعت منه، فلم يكن لي همة إلّا السؤال عن اخبار أبي محمد الحسن (عليه السّلام) و البحث عن اموره، فما سألت احدا من بني هاشم و العلماء و الفضلاء و القضاة و الامراء و الحكام الا وجدته يعظمه و يبجله و يحترمه و يثني القول و التقديم له على كافة الخلق، فأحببته و عظمته اذ لا اجد مواليا و لا عدوا إلّا يحسن القول و يثني عليه و يقر بفضله. فقال بعض الاشعريين كان حاضرا المجلس، فأي خيرا هو ام اخوه جعفر؟ و كيف كان منه‌


[1]. الموفق: اخو الخليفة المعتمد على اللّه أحمد بن المتوكل، و كان صاحب جيشه.

نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    جلد : 3  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست