responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    جلد : 1  صفحه : 28

و ليس يقصر عنه قول الشّريف الرضي الموسوي‌ [1]:

أخذنا عليكم بالنبي و فاطم* * * طلاع المساعي من مقام و مقعد

و طلنا بسبطي أحمد و وصيه* * * رقاب الورى من متهمين و منجد

و حزنا عتيقا و هو غاية فخركم* * * بمولد بنت القاسم بن محمد

فجدي نبي ثمّ جدي خليفة* * * فما بعد جدينا علي و أحمد

و ما افتخرت بعد النبي بغيره* * * يد صفقت يوم البياع على يد [2]

و كل هؤلاء السّادة و هم تيجان الفخر، و أصول الفضل، و معدن السّماحة و الفصاحة و الشّجاعة، و إليهم تنتهي ينابيع العلم و الحلم و الكرم، و منهم تعلم الناس الإباء و الحفاظ و عزة النفس، قد جمعوا إلى جمال شرف النسب كمال الفخر بالحسب و بذوا غيرهم بالملكات النفسية الحميدة و خصال الخير، فهم لم يعولوا على مجرد النسب و إن شرف، و لا اتكلوا على الحسب و إن عظم، بل كان أبناء النبوة يشعرون بعظم شرفهم و سمو مكانتهم، فهم يحرصون على الحفاظ على نسبهم و صيانته من أن يتخذوه وسيلة لاكتساب مغنم أو يجعلوه ذريعة في تطاولهم على من سواهم.

و من طريف ما ينقل في هذا الباب ما حكي عن الشّريف عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه الابيض- و كان شاعرا مجيدا- وفد على سيف الدولة الحمداني، فبلغه أن بعض الناس قال لسيف الدولة: انّه رجل شريف فأعطه لشرفه و قديمه و نسبه، فلم يستسغ ذلك ابن النبوة و سليل الإباء، فأنف- على قلة ذات اليد- أن يجعل شرفه و نسبه متاعا يتاجر به الملوك، فقال أبياتا و أنشدها


[1]. الشّريف أبو الحسن محمد بن أبي أحمد بن الحسين بن الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام)، ولد ببغداد سنة 359 و تثقف فيها، قال الشّعر بعد أن جاوز العشر سنين، و كان متعمقا في علوم القرآن، متبحرا في علم الكلام و اللغة و النحو، و قد أتخذ له دارا سماها دار العلوم كان الطّلبة يلازمونها و يعين لهم من ماله ما يحتاجون إليه. و قد انتقلت إليه نقابة الإشراف من أبيه و أبوه حي، و تولى معها إمارة الحج و المظالم، و هو أول طالبي جعل عليه السّواد شعار العباسيين، و على تبحره في العلوم و ما كان عليه من ثقافة مكينة، لبث في شعره متمسكا بطريقة الأقدمين يحافظ على أساليبهم و معانيهم، و كان يعد أشعر القرشيين.

توفي ببغداد يوم الأحد 6 محرم 406 ه و قيل في صفر، و دفن في داره بالكرخ و له ديوان شعر ط بيروت، و آخر بتحقيق د.

عبد الفتّاح محمد الحلو بغداد 1977، و طبع بدار صادر ببيروت.

[2]. ديوان الشّريف الرضي- ط دار صادر بيروت 1961، 1/ 359.

نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست