نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم جلد : 1 صفحه : 144
و يمكننا مناقشة هذه الأقوال بالنقاط التالية:
1- ان هذه المقولة ظهرت إلى الوجود لأول مرة عند أبي طالب المكي (المتوفي سنة 386 ه) و المعروف عنه أنّه ضعيف الرواية، و ليس بثبت و لا ثقة.
و الفترة بين وفاة الإمام الحسن (عليه السّلام) (سنة 50 ه) و ظهور الرواية فترة تزيد على ثلاثة قرون.
2- ورود هذه المقولة خالية من السّند، و قد أرسلها ارسال المسلمات، و نقل عنه من جاء بعده من المؤرخين كابن شهر آشوب (ت 588 ه) في مناقب آل أبي طالب (3/ 192- 193) بلا تثبت و تحقيق.
3- ان قول الإمام علي (عليه السّلام):
و لو كنت بوابا على باب جنة* * * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
جزء من مقطوعة قالها (عليه السّلام) يوم صفين لنصرهم إياه، و لم يذكر أحد من المؤرخين أنّه قال ذلك في قضية زواج الإمام الحسن (عليه السّلام) و غيره.
(أنظر: وقعة صفين 274، 437، مروج الذهب 3/ 85، العقد الفريد 2/ 104، 3/ 390، 339 و غيرها).
4- عدد أولاده الذين أوردهم من تعرض لسيرته (عليه السّلام): فقد ذكروهم على اختلاف في عددهم (بين 15- 21) انما هم من عشر أزواجه (عليه السّلام) قد سماهن أهل السّير (أنظر: ابن سعد: الطّبقات) و هذه النسبة بين عدد الأزواج و الأولاد هو المتعارف المعتاد، فلو كان قد تزوج (عليه السّلام) مائتين و خمسين امرأة، و أو ثلثمائة امرأة، كان لا بد و أن يتولد منهن أكثر من مائتي ولد، ذكر و أنثى على الأقل، بعد فرض العقم في جمع منهم.
(و إلّا فلما ذا لا يتعرض المؤرخون و أصحاب السّير لذكر أسمائهن عندما ذكروا أسماء أزواجه- كما أسلفنا-؟).
و لا يحتمل العزل منهن لأنّه (عليه السّلام)، إنما كان يتزوج الشّابة من النساء و الأبكار رغبة في مباضعتهن، و الالتذاذ من المباضعة لا يتحقق مع العزل كما لا يخفى.
على أن الرجل إنما يعزل عن المرأة مخافة أن يولدها، و ذلك إما لنقص في حسبها أو مخافة العيلة، أما ناقصة الحسب فلم يكن ليرغب فيها مثل الحسن (عليه السّلام) مع شرفه الباذخ، و لم يذكر في شيء من كتب السّير أنّه (عليه السّلام) رغب إلى خضراء الدمن، و إنما كان يخطب الأشراف من النسب أبا و أما.
و أما خوف العيلة فهو الذي كان يباري السّحاب بجوده و فضله، و قد روى عن ابن سيرين (أنظر: كشف الغمة 2/ 186) أنّه قال: (تزوج الحسن بن علي (عليهما السّلام) امرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم).
و عن الحسن بن سعيد عن أبيه قال: متع الحسن بن علي (عليهما السّلام) امرأتين- يعني حين طلقها- بعشرين ألفا وزقاق من عسل، فقالت إحداهما: متاع قليل من محب مفارق. (أنظر، كشف الغمة 2/ 193).
نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم جلد : 1 صفحه : 144