نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم جلد : 1 صفحه : 139
الفصل التاسع [1] في وفاة أبي محمد الحسن السّبط (عليه السّلام) [2]
روى عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: حدثني رجل منا قال: أتيت إلى أبي محمد الحسن السّبط (عليه السّلام) و هو مريض، فرأيته يتنخم دما في طشت حتّى ملأه، فقلت له، جعلت فداك يا ابن رسول اللّه، ما هذا؟
فقال (عليه السّلام) قد سقيت السّم مرتين و هذه الثالثة فلم أجد لها دواء.
قال الشّيخ [3] المفيد (رحمه اللّه) في ارشاده: روى عيسى بن مهران قال: حدثنا عثمان بن عمر قال:
حدثنا ابن عون عن عمر بن إسحاق قال: كنت مع الحسن و الحسين (عليهما السّلام) في الدار، فدخل الحسن بالمخرج ثمّ خرج، فقال لأخيه (عليه السّلام): يا أخي لقد سقيت السّم مرارا فما سقيته مثل هذه المرة، فلم أجد لهذا دواء و قد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلبها بعود معي، فقال الحسين (عليه السّلام): فمن أسقاكه؟ قال: فما تريد منه، أتريد قتله، إن يكن هو هي فاللّه تعالى أشد نقمة منك، و أشد بأسا، و أشد تنكيلا، و إن لم تكن هي فما أحب أن يؤخذ بي برئ [4].
و روى عبد اللّه بن إبراهيم، عن زياد المحاربي [5] قال: لما حضرت أبا محمد الحسن السّبط الوفاة قال لأخيه الحسين (عليه السّلام): اعلم إني مفارقك و لاحق بأبوي و جدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و قد سقيت السّم و رميت بقطع من كبدي في الطّشت، ألا و إني لعارف بمن سقانيه، و من أين دهيت، و إنما أنا أخاصمه إلى اللّه عز و جل، فبحقي عليك أن لا تتكلم في ذلك بشيء أبدا، و انتظر ما يحدث اللّه تعالى في عباده، [فإذا] قضي أجلي، فغمض عيني و غسلني و كفني و صلّ علي، ثمّ أحملني على سريري إلى قبر جدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) لأجدد به عهدا، ثمّ أمض بي إلى قبر جدتي فاطمة بنت
[2]. قال الشّيخ المفيد في ارشاده ص 192: بقي الإمام الحسن (عليه السّلام) أربعين يوما مريضا، و مضى لسبيله في شهر صفر سنة خمسين من الهجرة، و له يومئذ ثمانية و أربعون سنة، و كانت خلافته عشر سنين، و تولى أخوه و وصيه الحسين (عليه السّلام) غسله و تكفينه و دفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي اللّه عنها بالبقيع.