responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    جلد : 1  صفحه : 121

(عليه السّلام) إلّا ما قل من خواص شيعة أبيه (عليه السّلام)، فرأى أنهم لا يقومون على الجهاد مع أهل الشّام، و قد طلب معاوية من الحسن (عليه السّلام)، الهدنة و الصّلح، و شرط على نفسه شروطا كثيرة، و عقد له عهودا و مواثيق، فلم يثق به لعلمه باحتياله عليه، حتّى أنفذ إليه كتب أصحابه الذين كاتبوه و ضمنوا له أن يقتلوه أو يسلموه بيده، فعند ذلك رأى ضعف ما بقي من أهل بيته و أصحابه الذين لم يراسلوا معاوية، و اختلاف عبيد اللّه‌ [1] بن عمه العباس و غيره، و قد فعلوا به ما قد ذكرناه، فعند ذلك توثق منه لنفسه و أهل بيته و شيعتهم لإلزام الحجة عليه عند من لا يخفى عليه شي‌ء في الأرض و لا في السّماء و هو السّميع العليم سبحانه من عدل حكيم، و العذر واضح عند ذوي البصيرة، فمما شرطه معاوية على نفسه عدم السّب لأمير المؤمنين (عليه السّلام)، و العدول عن القنوت عليه في الصّلاة، و أن لا يتعرض أهل بيته و شيعتهم بسوء، و أن يوصل كل ذي حق حقه. فلما استتمت الهدنة و الصّلح على ذلك، سار معاوية و نزل النخيلة ليوم الجمعة، فصلى بالناس و خطبهم فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:

أيها الناس، اعلموا إني ما قاتلتكم لتصلوا و لا لتصوموا و لا تحجوا و لا تزكوا، ألا و إنكم لتفعلون ذلك من أنفسكم لأنفسكم، و إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، لتدعوني بامرة المؤمنين، فأعطاني اللّه تعالى ذلك كرما و منّا منه سبحانه رغما عليكم و أنتم كارهون، ألا و إني هادنت و صالحت الحسن بن علي، و عقدت له عهودا و مواثيق بالوفاء على ما ذكره، و هي جميعها تحت قدمي هذين، فلا أفي له بشي‌ء منها.

ثمّ إنه سار حتّى دخل الكوفة، فصعد المنبر، و خطب الناس، و حمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، و ذكر أمير المؤمنين (عليه السّلام) و أهل بيته و شيعتهم فنال منهم ما قد نال، فقام الحسين (عليه السّلام) ليرد عليه فأخذه الحسن بيده و أجلسه موضعه، ثمّ قام (عليه السّلام) بذاته، فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، ثمّ قال:

أيها الناس، اعلموا ان اللّه عز و جل لم يبعث نبيا إلّا جعل له وصيا من أهل بيته، و لم يكن نبي إلّا و له عدو من المجرمين، ألا و إن أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) كان وصي جدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) من بعده، و أنت أيها الذاكر لعلي عدوا، فأنا الحسن بن علي، و أنت معاوية بن صخر،


[1]. في ب: (عبد اللّه) و صوبناه من الارشاد.

نام کتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار نویسنده : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست