و قد تحصّل ممّا تقدّم أنّ الإرادة من صفات الفعل دون الذات على خلاف ما ذهب إليه الفلاسفة. و مفهومها المشيئة و الاختيار و مصداقها ليس إلّا فعله تبارك و تعالى، فإنّ الإرادة و الاختيار منه تعالى يتفاوت مع الإرادة و الاختيار من غيره؛ إذ هي من غيره بالتروّي و الاهتمام و التفكّر، و أمّا منه تعالى فبنفس فعله.
و قد علم أيضا أنّها لا ترادف العلم بالمصلحة و لا الرضا و الابتهاج و لا إعمال القدرة و السلطة. و الحمد للّه كما هو أهله.