و كان مجلس درسه عامرا بنخبة من الفضلاء الشباب الذين تجتذبهم سعة علمه وسعة صدره معا.
و كان اخونا الشّيخ ميرزا غلامرضا عرفانيان حفظه اللّه يومئذ من أولئك الشّباب الذين يحيطون بشيخنا المظفّر، و يستقون من نمير علمه و عذب اخلاقه.
و قد تأثر باستاذه الشّيخ و حمل همومه و طموحاته و كان من أوفى تلاميذه له من بعده و أكثرهم اعجابا و تأثّرا به، و طالما ذكر الشّيخ في اجلال و اكبار و حبّ و احترام.
و من مظاهر وفائه حفظه اللّه بأستاذه الجليل هذا التّتميم القيّم فقد عاجلت المنيّة شيخنا المظفّر و استأثر اللّه تعالى بروحه الطّيّبة قبل أن يكمّل كتابه القيّم الجليل (أصول الفقه)، و شقّ الكتاب طريقه إلى الحوزتين العلميّتين في (النّجف الأشرف) و (قم المقدّسة) و أصبح جزءاً من المنهج الدراسيّ لطلّاب أصول الفقه في المرحلة الإعداديّة (السطح) لهذا العلم رغم النّقص الموجود في آخر الكتاب.
فإنّ المؤلّف (رحمه اللّه) لم يمهله الأجل ليلحق أصالة البراءة و الاحتياط و التخيير بآخر الكتاب ليتمّ بها الكتاب.
فنهض اخونا الشّيخ الجليل ميرزا غلامرضا عرفانيان بهذه المهمّة و كتب هذه الاصول الثّلاثة على النّهج الذي كتب الشّيخ المظفّر (رحمه اللّه) (أصول الفقه)، و ألحقه بالكتاب، لتتمّ بذلك دورة كاملة لأصول الفقه، و عسى أن يحقّق اللّه تعالى به ما حقّق بالأصل من نفع و فائدة و نرجو أن يكمّل به المدرّسون و الطّلاب في الحوزات العلميّة دراستهم لأصول الفقه.
و أن يجدوا فيه من الأصالة و السّلاسة و الفائدة ما يجدونه في (الأصل).
رحم اللّه شيخنا الجليل المظفّر، و حفظ اللّه أخانا الشّيخ ميرزا غلامرضا عرفانيان و بارك في جهده و عمله.