ثم قال سبحانه لنبيه ص أن يقول لهم قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ.
تأويله
رَوَاهُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ قَالَ فَسَتَعْلَمُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُكَذِّبِينَ حَيْثُ أُنَبِّئُكُمْ بِرِسَالَةِ رَبِّي وَ وَلَايَةِ عَلِيٍ[1] وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَأَبَيْتُمْ وَ كَذَّبْتُمْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ[2].
و لما نبأهم أن عليا ع هو الإمام و أن ولايته مفترضة على سائر الأنام قال لنبيه ص أن يقول لهم إنهم إذا فقدوه من يأتيهم بإمام غيره
عَلَى مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ الْمُفِيدُ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ عَنْ رِجَالِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ فَقَالَ تَأْوِيلُهُ إِنْ فَقَدْتُمْ إِمَامَكُمْ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ جَدِيدٍ[3].
وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ قَالَ إِنْ غَابَ إِمَامُكُمْ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِإِمَامٍ جَدِيدٍ.
بيان معنى تأويل هذه الآيات أن الله سبحانه لما قال فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا يعني لما رأوا أمير المؤمنين ع قريبا من
[1] في المصدر:« حيث أنبأتكم رسالة ربّي في ولاية عليّ عليه السّلام».
[2] الكافي: ج 1 ص 421.
[3] الغيبة للنعمانيّ: الباب العاشر ص 176. و فيه:« عن موسى بن القاسم بن معاوية البجلي».