جَعَلَنِي أَقَلَّهُمْ وَ مَنْ جَعَلَنِي أَقَلَّهُمْ فَقَدْ كَفَرَ لِأَنِّي[1] لَمْ أَتَّخِذْ عَلِيّاً أَخاً إِلَّا لِمَا عَلِمْتُ مِنْ فَضْلِهِ وَ أَمَرَنِي رَبِّي بِذَلِكَ.
و بيان ذلك أن معنى الإخوة بينهما المماثلة في الفضل إلا النبوة
لِمَا رَوَى الْمُفَضَّلُ[2] بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُهَلَّبِيُّ عَنْ رِجَالِهِ مُسْنَداً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِعَلِيٍّ ع أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الْمُبَلِّغُ عَنْهُ وَ أَنْتَ وَجْهُ اللَّهِ وَ الْمُؤْتَمُّ بِهِ فَلَا نَظِيرَ لِي إِلَّا أَنْتَ وَ لَا مِثْلَ لَكَ إِلَّا أَنَا.
فافهم ذلك و قس عليه هداك الله إلى سبيل معناه و الوصول إليه.
و قوله تعالى وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ.
تأويله
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ يَخْدَعَ بْنِ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيِ[3] عَنْ عَمْرِو بْنِ فَايِدٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ ص فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ الْآنَ يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ نَظِيرُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي أُمَّتِي فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا هُوَ هَذَا فَقَالَ لَا فَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالُوا هُوَ هَذَا فَقَالَ لَا فَدَخَلَ عَلِيٌّ ع فَقَالُوا هُوَ هَذَا فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ قَوْمٌ لَعِبَادَةُ اللَّاتِ
[1] في م:« فاني».
[2] في م:« الفضل».
[3] في م:« مخرج» و في د:« نجدع». و الحنفي في بعض النسخ:« الخثعمي».