آلِ مُحَمَّدٍ ص خَاصَّةً[1].
وَ ذَكَرَ فِي تَفْسِيرِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع قَالَ: وَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ الرَّحْمنِ أَنَّ الرَّحْمَنَ مُشْتَقٌّ مِنَ الرَّحْمَةِ.
وَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا الرَّحْمَنُ وَ هِيَ مِنَ الرَّحِمِ شَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنْ اسْمِي مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَ مَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ[2] ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّ الرَّحِمَ الَّتِي اشْتَقَّهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ اسْمِهِ بِقَوْلِهِ أَنَا الرَّحْمَنُ هِيَ الرَّحِمُ رَحِمُ مُحَمَّدٍ ص وَ إِنَّ مِنْ إِعْظَامِ اللَّهِ إِعْظَامَ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ مِنْ إِعْظَامِ مُحَمَّدٍ إِعْظَامَ رَحِمِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مِنْ شِيعَتِنَا هُوَ مِنْ رَحِمِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ إِعْظَامَهُمْ مِنْ إِعْظَامِ مُحَمَّدٍ فَالْوَيْلُ لِمَنِ اسْتَخَفَّ بِشَيْءٍ مِنْ حُرْمَةِ رَحِمِ مُحَمَّدٍ ص وَ طُوبَى لِمَنْ عَظَّمَ حُرْمَتَهُ وَ أَكْرَمَ رَحِمَهُ وَ وَصَلَهَا وَ قَالَ الْإِمَامُ ع وَ أَمَّا قَوْلُهُ الرَّحِيمُ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مِنْ رَحْمَتِهِ أَنَّهُ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ وَ جَعَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً فِي الْخَلْقِ كُلِّهِمْ فَبِهَا يَتَرَاحَمُ النَّاسُ وَ تَرْحَمُ الْوَالِدَةُ وَلَدَهَا وَ تَحْنُو الْأُمَّهَاتُ[3] مِنَ الْحَيَوَانِ عَلَى أَوْلَادِهَا فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَضَافَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ الْوَاحِدَةَ إِلَى تِسْعٍ وَ تِسْعِينَ رَحْمَةً فَيَرْحَمُ بِهَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ص ثُمَّ يُشَفِّعُهُمْ فِيمَنْ يُحِبُّونَ لَهُ الشَّفَاعَةَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَّةِ حَتَّى إِنَّ الْوَاحِدَ لَيَجِيءُ إِلَى مُؤْمِنٍ مِنَ الشِّيعَةِ فَيَقُولُ لَهُ اشْفَعْ لِي فَيَقُولُ لَهُ وَ أَيُّ حَقٍّ لَكَ عَلَيَّ فَيَقُولُ سَقَيْتُكَ يَوْماً مَاءً فَيَذْكُرُ ذَلِكَ فَيَشْفَعُ لَهُ فَيُشَفَّعُ فِيهِ وَ يَجِيءُ آخَرُ فَيَقُولُ إِنَّ لِي عَلَيْكَ حَقّاً فَيَقُولُ وَ مَا حَقُّكَ
[1] التوحيد ص 230، و معاني الأخبار ص 3.
[2] أي قطعته.
[3] حنى المرأة على أولادها: عطفت و أقامت عليهم. و في د:« تحنّ الامّهات» و حسنّ المرأة:
اشتاقت الى ولدها.