هذا المسجد كان منزلا للسيدة فاطمة الصغرى بنت سيدنا الحسين رضي الله تعالى عنهما، يخبرنا التاريخ المدني أو التواريخ المدنية كلها أن السيدة فاطمة الصغرى بنت سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، انتقلت إلى هذه الدار المبحوث عنها، و هي الآن بالجهة الغربية من بيت جدتها فاطمة الكبرى رضي الله عنها، و قد أزيل هذا المسجد لإدخاله في مسجد رسول الله صلى اللّه عليه و سلم.
و هذه الدار المبحوث عنها قرب بناء إبراهيم بن هشام، فصلت السيدة فاطمة الصغرى في هذه الدار حين انتقالها إليها ركعتين، ثم دعت الله تعالى، و أخذت المسحاة و احتفرت بئرها بيدها، و هي البئر المشهورة ببئر زمزم، و سميت بهذا الاسم المبارك تبركا بزمزم و تيمنا بها.
فلما بنى إبراهيم بن هشام هناك منزله بجوار منزلها، و أراد نقل السوق إلى موضعه هذا، و عمل في حفرته و الحوض مثل ذلك، أي: مثل صنع فاطمة الصغرى، فلقي جبلا، فاشترى دار فاطمة هذه من ابنها عبد الله بن حسن بن حسن رضي الله عنهم أجمعين، و أدخلها في داره تبركا بها، و تيمنا ببئرها العظيمة [2] .
[2] قد أزيل موقعه و أصبح داخلا ضمن خدمات المواقف و غيرها للتوسعة الغربية للمسجد النبوي. و تحسن الإشارة إلى أن ما ورد بشأن التبرك و التيمن بهذه البئر هو من التبرك-
نام کتاب : تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً و حديثاً نویسنده : الخياري، أحمد ياسين جلد : 1 صفحه : 145