أخرج ابن عساكر، قال: أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن الحسن الحسني قراءة عليه، أنبأنا محمد بن عبد اللّه الجعفي، حدّثنا الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري، حدّثنا جعفر بن عبد اللّه المحمدي، قال: سمعت محمد بن أبي عمير يذكر:

عن محمد بن مسلم قال: سألت الصادق عن قول اللّه عزّ و جلّ‌ وَ جَعَلْنَا اِبْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً وَ آوَيْنََاهُمََا إِلى‌ََ رَبْوَةٍ ذََاتِ قَرََارٍ وَ مَعِينٍ [1] قال: "الربوة النجف، و القرار المسجد، و المعين الفرات. ثمّ قال: إنّ نفقة بالكوفة الدرهم الواحد يعدل بمئة درهم في غيرها، و الركعة بمئة ركعة، و من أحبّ أن يتوضّأ من ماء الجنّة و يشرب من ماء الجنّة و يغتسل بماء الجنّة فعليه بماء الفرات فإنّ فيه شعبتين من الجنّة، و ينزل من الجنّة كلّ ليلة مثقالان من مسك في الفرات. و كان أمير المؤمنين علي يأتي النجف و يقول:

وادي السلام و مجمع أرواح المؤمنين و نعم المضجع للمؤمن هذا المكان، و كان يقول:

اللهم اجعل قبري بها". [2]

و روى الحسن بن سليمان الحلّي، عن الفضل بن شاذان في"كتاب القائم"، عن سعد بن طريف:

عن الأصبغ بن نباتة في حديث طويل يذكر فيه أنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه خرج من الكوفة و مرّ حتى أتى الغريّين، فجازه فلحقناه و هو مستلق على الأرض بجسده ليس تحته ثوب، فقال له قنبر: يا أمير المؤمنين ألا أبسط ثوبي تحتك، قال عليه السّلام: "لا، هل هي إلاّ تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه"، قال الأصبغ: فقلت: يا أمير المؤمنين تربة مؤمن قد عرفناها كانت أو تكون فما مزاحمته في مجلسه، فقال عليه السّلام: "يابن نباتة

[1] سورة المؤمنون: الآية 50.

[2] تاريخ مدينة دمشق: 1/213.