ورد في بعض الأخبار أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام شرى أرض النجف لما انتهى إليه علمه بأنّ قبره و قبور شيعته ستكون بها، و رغبته أن يحشروا من ملكه.
أخرج الشريف محمد بن علي البطحاني في كتابه"فضل الكوفة و فضل أهلها"، قال: أخبرنا محمد، قال: حدّثنا محمد بن عبد اللّه الجعفي، قال: حدّثنا إسحاق بن محمد المقري مولى بني هاشم، قال: حدّثنا إسحاق بن يحيى العنزي، قال: حدّثنا الحسن بن موسى الخشّاب، قال: حدّثنا العباس بن عامر، عن أبي عبد الرحمان اليشكري، عن عقبة بن علقمة أبي الجنوب، قال:
اشترى أمير المؤمنين عليه السّلام ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين، و أشهد على شراه، فقلنا: يا أمير المؤمنين لم تشتري هذا و ليس ينبت فيه خضر؟.
فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: "كوفان، كوفان، ترد أوّلها على آخرها يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب، و اشتهيت أن يحشروا من ملكي".
و بإسناده عن أبي الجنوب: اشترى أمير المؤمنين عليه السّلام ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين ألف درهم و أشهد على شرائه، فقيل في ذلك، فقال: "سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله"... الحديث. [1]
هـ/دفن أمير المؤمنين عليه السلام في النجف
حرص أبناء الإمام علي عليه السّلام على إخفاء قبر أبيهم، خشية تعدّي أعدائه عليه و المثلة به. و قد بقي قبره الشريف سرّا بين أبناء الإمام لم يطلعوا عليه أحدا إلاّ الخواص من أصحابهم. و كان الذي تنبّأوا به، فقد ورد أنّ الحجاج بن يوسف الثقفي أمر بنبش ثلاثة آلاف من قبور النجف الأشرف في طلب جثّة أمير المؤمنين عليه السّلام فلم يظفر بذلك. [2]