responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 73

جمّا لو أصبت له حملة، بل أصبت لقنا غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، و مستظهرا بحجج اللّه عزّ و جلّ على خلقه، و بنعمه على أوليائه ليتّخذه الضعفاء وليجة دون وليّ الحق. أو منقادا لحملة العلم لا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه بأوّل عارض من شبهة، ألا، لا ذا و لا ذاك. أو منهوما باللّذات، سلس القياد للشهوات.

أو مغرما بالجمع و الإدّخار، ليسا من رعاة الدين في شي‌ء، أقرب شي‌ء شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه. اللّهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة، إمّا ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج اللّه و بيّناته، و كم ذا و أين أولئك، أولئك و اللّه الأقلّون عددا، و الأعظمون خطرا بهم يحفظ اللّه حججه و بيّناته حتى يودعوها نظراءهم و يزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقائق الأمور، و باشروا روح اليقين، و استلانوا ما استوعره المترفون، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى.

يا كميل أولئك خلفاء اللّه في أرضه و الدعاة إلى دينه، آه آه شوقا إلى رؤيتهم، و أستغفر اللّه لي ولكم". [1]

و روى قطب الدين الراوندي، عن جابر الجعفي، عن الباقر عليه السّلام قال: خرج علي عليه السّلام بأصحابه إلى ظهر الكوفة، فقال: "أرأيتم إن قلت لكم: لا تذهب الأيّام حتى يحفر هاهنا نهر يجري فيه الماء و السفن، ما قلتم، أكنتم مصدّقي فيما قلت"؟.

قالوا: يا أمير المؤمنين و يكون هذا؟. قال: "إي و اللّه، لكأنّي أنظر إلى نهر في هذا الموضع، و قد جرى فيه الماء و جرت فيه السفن، تكون عذابا على أهل هذه القرية أوّلا، و رحمة عليهم آخرا".

قال: فلم تذهب الأيّام حتى حفر نهر الكوفة، فكان عذابا على أهل الكوفة أوّلا و رحمة عليهم آخرا، فكان فيه الماء، و انتفع به، و كان كما قال عليه السّلام. [2]


[1] إكمال الدين: 290.


[2] الخرائج و الجرائح: 2/754.

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست