هو باب حجّته و خازن وحيه # و لسرّ غامض علمه مستودع
هو سيفه البتّار و النور الذي # بظلاله ظلم الضلال تقشّع
كشّاف داجية الخطوب عن الورى # بعزائم منها الخطوب تروّع
أنّى تساجله الغيوث ندا و من # جدوى نداه كلّ غيث يهمع
أم هل تقاس به البحار و إنّما # هي من ندى أمداده تتدفّع
فافزع إليه من الخطوب فإنّ من # ألقى العصا بفنائه لا يفزع
و إذا حللت بطور سينا مجده # و شهدت أنوار التجلّي تلمع
فاخلع إذا نعليك إنّك في طوى # لجلال هيبته فؤادك يخلع
و قل السلام عليك يا من فضله # عمّن تمسّك بالولا لا يمنع
مولاي جد بجميلك الأوفى على # عبد له بجميل عفوك مطمع
يرجوك إحسانا و يأملك الرضا # فضلا فأنت لكلّ فضل منبع
هيهات أن يخشى وليّك من لظى # و يهوله يوم القيامة مطلع
و يهوله ذنب و أنت له غدا # من كلّ ذنب لا محالة تشفع
و يخاف من ظمأ و حوضك في غد # لذوي الولا من سلسبيل مترع
يامن إليه الأمر يرجع في غد # ولديه أعمال الخلائق ترفع
و له مآل ثوابها و عقابها # يعطي العطاء لمن يشاء و يمنع
أعيت فضائلك العقول فما عسى # يثني بمدحتك البليغ المصعق
و أرى الأولى لصفات ذاتك حدّدوا # قد أخطأوا معنى علاك و ضيّعوا
عجبي و لا عجب يلين لك الصفا # و الماء من صمّ الصفا لك ينبع
و لك الفلا يطوى و يعفور الفلا # لدعاك من أقصى السباسب يسرع [1]
[1] اليعفور: الظبي الذي لونه كلون العفر و هو التراب. و في الحديث: "ما جرى اليعفور"، قال ابن الأثير:
هو الخشف، و هو ولد البقرة الوحشيّة. سمّي بذلك لصغره و كثرة لزوقه بالأرض. و السباسب: جمع سبسب، و هي الأرض القفر البعيدة لا ماء بها و لا أنيس. (لسان العرب: مادة"عفر"، "سبب")