و حكمهم بالكوفة، و إنّما اتّخذوا ذلك مشهدا في ملك بني بويه الأعاجم بعد موت علي بأكثر من ثلاثمئة سنة. [1]

أقول: ترى هل أنّ ابن تيميّة بقوله: "لا يقصده أحد أكثر من ثلاثمئة سنة"لم يقف على ما أخرجه محدّثو الشيعة من أحاديث في زيارة أئمة أهل البيت عليهم السّلام و أبنائهم و شيعتهم لمرقد أمير المؤمنين عليه السّلام قبل ظهور المرقد و بعده، و لم ير ما ألّفوا من كتب في هذا الشأن، و لم يطرق سمعه ما قاله الكثير من أعلام أهل السنّة في تحقيق ذلك، و كتب ابن تيمية كلماته قبل أن يراجع رجما بالغيب. أو أنّه أراد من"اتّفاق أهل المعرفة"تكثير من يدّعي رأيه في إبطال الحق فنسب الاتّفاق المكذوب إلى أهل المعرفة؟!.

عمائر المرقد المطهّر

طرأت على المرقد المطهّر منذ ظهوره عمارات عديدة تختلف في حجمها و أهميّتها. و نحن نشير هنا باختصار إلى أبرز تلك العمائر حسب تسلسلها الزمني، و لمن أراد تفصيل ذلك مراجعتها ضمن سنة حدوثها في الجزء الثاني من كتابنا. كما حدثت على المرقد المطهّر الكثير من الإصلاحات في سنوات متفرّقة كتجديد أرضيّة الصحن و زخارف الروضة الشريفة و إعمار القبّة و المنائر و ما إلى ذلك. على أنّ العمارة الأولى و هي عمارة هارون الرشيد-قد سبقها وضع أوّل صندوق على القبر المطهّر من قبل داود بن علي العباسي والي الكوفة من قبل أبي العباس السفّاح، و كان ذلك سنة 133 هـ، ثمّ كانت بعده الدكّة التي بناها صفوان الجمّال بأمر من الإمام الصادق عليه السّلام حين وروده على أبي جعفر المنصور في الحيرة.

1-عمارة هارون الرشيد العباسي سنة 175 هـ. و قد خرّبت من قبل المتوكّل العباسي سنة 236 هـ.

[1] كتب و رسائل و فتاوى ابن تيميّة: 4/502.