12-خان المصلّى (خان الربع)

موقعه في الشمال الشرقي لمدينة النجف الأشرف على بعد 15 كيلومترا منها.

اسّس كمرحلة أولى لمن خرج من النجف قاصدا كربلاء، و مأوى لزائري الإمام الحسين عليه السّلام و لعابري السبيل ليلا و نهارا. و المرحلة الثانية هي خان الحماد (خان النصف) ، و الثالثة خان النخيلة، ثمّ الحاير الحسيني الشريف.

قال شيخنا محمد حرز الدين: خان المصلّى معروف مشهور شيّد لغرض إيواء و حفظ الزائرين. يقع في كبد الصحراء الشمالية، و يبعد عن النجف الأشرف بحوالي فرسخين و نصف، و بالقرب منه قبائل بني حسن. و في طريق الزائر الذاهب من النجف إلى خان المصلّى بئر تعرف عند السواد و المكاريّة ببئر السوگة أي الفرسخ، و بعدها بفرسخ آخر يمرّ الزائر ببئر أخرى تعرف ببئر السوگتين أي الفرسخين، و على كلّ بئر بناء مسقّف بني للاستظلال و استراحة الزائر، و في كلّ بئر منهما مخرج درج محكمة و واسعة تفضي إلى النزول لتلك البئر للشرب من مائها. و كان المسافر إذا خرج من النجف صباحا يصل هذا الخان عند ما يحين وقت صلاة الظهر، و إن خرج من النجف بعد الظهر يصل الخان وقت فريضة المغرب و العشاء، و لهذه المناسبة عرف بخان المصلّى.

و كانت نفقة بناء هذا الخان من ثلث تركة الوجيه المرحوم الحاج حسن مرزه النجفي، و هو أحد تجّار بيع و شراء الحبوب، و كان معظم تجارته من الحبوب حبّ الدّخن، فاتّفق أن ترقّى سعر الدّخن في السوق ترقّيا فاحشا و بيع بثمن غال جدّا، فعظم ربحه و كثرت أمواله. و قد استفتي أستاذنا الأعظم الشيخ محمد حسين الكاظمي بأنّ الحاج حسن مرزه أوصى أن يبنى بثلث تركته خانا لزوّار سيّد الشهداء الحسين بن علي عليهما السّلام في هذه المنطقة من طريق كربلاء، فأجاب ببناء خان في هذا الموضع. و كانت هذه المنطقة مأوى لقطّاع الطريق و للسلب و النهب من غارات البدو و أعراب تلك المنطقة، و لمّا كمل بناؤه أمن الزائرون بهذا الحصن و أطمأنّوا، كما سكنه بعض المتكسّبين لسدّ لوازم الزائرين. و كم بتنا فيه ليالي و أيّاما في مواسم زيارة الإمام الحسين عليه السّلام.