جمع ذكاة الجمرة الملتهبة من الحصى، و منه الحديث: "قبر علي بين ذكوات بيض، و أحبّ التختّم بما يظهره اللّه بالذكوات البيض". [1] فيمكن أن يكون المراد بالذكوات التلال الصغيرة المحيطة بقبره عليه السّلام شبّهها لضيائها و توقّدها عند شروق الشمس عليها لما فيها من الدراري المضيئة بالجمرة الملتهبة. [2]
روى ابن طاووس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: "... ثم أرض كوفان فشرّفها بقبرك يا علي. فقال: يا رسول اللّه اقبر بكوفان العراق؟. فقال: نعم يا علي، تقبر بظاهرها قتلا بين الغريّين و الذكوات البيض". [3]
و عن محمد بن مسلم، قال: مضينا إلى الحيرة فاستأذنّا و دخلنا إلى أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام فجلسنا إليه و سألناه عن قبر أمير المؤمنين عليه السّلام فقال: إذا خرجتم فجزتم الثويّة و القائم المائل و صرتم من النجف على غلوة أو غلوتين رأيتم ذكوات بيضا بينها قبر قد خرقه السيل فذاك قبر أمير المؤمنين عليه السّلام. قال: فغدونا من غد فجزنا الثويّة و القائم المائل و إذا ذكوات بيض، فجئناها، فإذا هو القبر كما وصف قد خرقه السيل، فنزلنا وصلّينا عنده ثم انصرفنا، فلمّا كان من الغد غدونا إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام فوصفنا له، فقال: أصبتم أصاب اللّه بكم الرشاد. [4]
و أخرج ابن قولويه، عن صفوان الجمّال، قال: كنت و عامر بن عبد اللّه بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام، فقال له عامر: إنّ الناس يزعمون أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام دفن بالرحبة، فقال: لا، قال: فأين دفن؟قال: إنّه لمّا مات احتمله الحسن عليه السّلام فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف يسرة عن الغري يمنة عن الحيرة