فقد دفن بالثويّة الأحنف بن قيس. و كان قد بقي إلى زمن مصعب بن الزبير، فخرج معه إلى الكوفة، فمات بها سنة سبع و ستين للهجرة و قيل إحدى و سبعين و قيل سبع و سبعين عن سبعين سنة و الأول أشهر، و كان قد كبر جدّا. [1] و مات زياد بن عبيد أخو فضالة بن عبيد الأنصاري بالكوفة و دفن بالثويّة، و كان يكنّى أبا المغيرة، فرثاه حارثة بن بدر، فقال:
صلّى الإله على قبر و طهّره # عند الثويّة يسفي فوقه المور
زفّت إليه قريش نعش سيّدها # فالجود و الحزم فيه اليوم مقبور
أبا المغيرة و الدنيا مفجّعة # و إنّ من غرّ بالدنيا لمغرور [2]
و في شهر شعبان من سنة خمسين للهجرة مات المغيرة بن شعبة، و دفن بالثويّة، و هو أول وال لمعاوية على الكوفة. [3] و لمّا توفيت أم كلثوم بنت العباس بن عبد المطلب في دار زوجها أبي موسى الأشعري بالكوفة، دفنت بظاهرها. [4] و فيها دفن أبو موسى الأشعري في سنة خمسين أيضا. و لمّا مات زياد بن أبي سفيان دفن بها أيضا. [5]
روى شيخنا محمد حرز الدين حكاية عن معاصره داود الحجّار النجفي في أوائل القرن الرابع عشر للهجرة قائلا: كنت انقّب عن الحجارة الدفينة في ظهر الكوفة كي أبيعها، فعثرت على موضع قرب الطريق العام القديم بين النجف و الكوفة على بعد مئة خطوة من قبر الصحابي الجليل كميل بن زياد، فيه حجارة دفينة و صخرة كبيرة مكتوبة بالخط الكوفي، فقلعتها و جئت بها إلى النجف الأشرف، و أريتها العالم الزاهد