ذكره الخليل الفراهيدي، قال: "الرحى"قطعة من النجف تعظم من نحو ميل مشرفة على ما حولها. [1]
14-بانقيا
هي أرض بالنجف دون الكوفة. كذا ذكرها الأندلسي، و أنشد للأعشى:
فما نيل مصر إذ تسامى عبابه # و لا بحر بانقيا إذا راح مفعما
و قال أيضا:
قد طفت ما بين بانقيا إلى عدن # و طال في العجم ترحالي و تسياري
و قال أحمد بن يحيى ثعلب في شرحه لشعر الأعشى، عند ذكر هذا البيت: سبب بانقيا الذى سمّيت به، أنّ إبراهيم و لوطا عليهما السّلام مرّا بها، يريدان بيت المقدس مهاجرين، فنزلا بها، و كانت تزلزل في كلّ ليلة، و كانت ضخمة جدّا، فراسخ، فلمّا باتا بها لم تزلزل، فمشى بعضهم إلى بعض، تعجّبا من عافيتهم في ليلتهم. فقال صاحب منزل إبراهيم: ما دفع عنكم إلا بشيخ بات عندي، كان يصلّي ليله و يبكى، فاجتمعوا إليه، فسألوه المقام عندهم، على أن يجمعوا له من أموالهم، فيكون أكثرهم مالا، فقال: لم أومر بذلك، و إنّما امرت بالهجرة. فخرج حتى أتى النجف، فلمّا رآه رجع أدراجه، فتباشروا برجوعه، و ظنّوا أنّه رغب فيما عندهم، فقال: لمن تلك الأرض-يعني النجف؟. قالوا: لنا. قال: فتبيعونيها؟. قالوا: هي لك، فو اللّه ما تنبت شيئا. فقال: لا احبّ إلاّ أن تكون شراء، فدفع إليهم غنيمات كنّ معه، و الغنم بالنبطية يقال لها: "نقيا".
و ذكر إبراهيم عليه السّلام إنّه يحشر من ولده من ذلك الظهر سبعون ألف شهيد. فاليهود تنقل موتاها إلى بانقيا، لمكان هذا الحديث. [2]