لمّا كانت التركيبة السكّانية لمدينة النجف الأشرف مزيجا من قوميات عديدة كالعربية و الفارسية و التركية و الهندية، فمن الطبيعي أن يحصل التلاقح الأدبي و يتأثر الجميع بعضهم ببعض و بالأجواء العربية السائدة في مدينة النجف كلّ بنسبته، و نتيجة لذلك ترى الشعراء ذوي الأصول الفارسية ممّن فهموا الأدب الفارسي الذي عرف بسعة الخيال و الابتكار في المعاني قد تفوّقوا في المعاني الدقيقة و حصلوا على الخيال الفارسي و الديباجة العربية و برز ذلك جليّا في أشعارهم. و منهم من رزقه اللّه تعالى الموهبة و نظم باللسانين العربي و الفارسي، كما سيأتي ذكرهم في موضوع مستقل قريبا.
[1] الغدير في الكتاب و السنة و الأدب: 4/88-98. الطليعة من شعراء الشيعة: 1/247-250.