responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 104

قوي الحجّة من غيره، كما أنّها رياضة علمية تجعل ممّن يزاولها قوي الفكر سديد القول. و قد استطاع الشيخ الطوسي خلال إقامته في بغداد أن يستثمر تلك المناظرات و المذاكرات على أتمّ وجه فألّف كتابيه"الخلاف"و"المبسوط". و بهجرة الشيخ الطوسي إلى النجف انعدمت تلك المناظرات فأثّرت سلبا على حوزة النجف الفتيّة.

بروز الحركة العلمية في الحلّة

بقيت الحركة العلمية لدى الشيعة تعيش التبعيّة الفكرية لآراء مؤسّس حوزة النجف الشيخ الطوسي حتى ظهور الشيخ محمد بن إدريس العجلي في الحلّة المولود سنة 543 هـ، و المتوفى سنة 598 هـ، فقد فتح باب النظر في آراء الشيخ الطوسي و تابعيه، و بذل جهودا كبيرة في كتابه"السرائر"بحث فيه المسائل مستعرضا أدلّتها و بيان رأيه فيها. و استمرّت حركة الحلّة بظهور الشيخ جعفر بن الحسن بن يحيى المعروف بالمحقّق الحلّي، و من ثمّ تلميذه الشيخ حسن بن يوسف بن المطهّر المعروف بالعلاّمة الحلّي، و التزم كلاهما غالبا جانب الدفاع عن آراء الشيخ الطوسي، و بذا فتح باب المناقشة و النقد. و استمرت حركة العلم في الحلّة حتى آلت إلى خمود شعلتها العلمية بهجرة آخر فقهائها الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الأسدي مؤلّف كتاب"المهذّب البارع"إلى مدينة كربلاء و وفاته فيها سنة 841 هـ.

رجوع النشاط للحركة العلمية في النجف‌

و مع أنّ الحلّة قد برزت في حركتها العلمية لفترة ليست بالقصيرة إلاّ أنّ ذلك لم يخرج النجف عن كونها بلد هجرة لطلبة العلم و مأوى للعلماء، و كانت النجف يومذاك مليئة بالعلماء و المدرسين. و ممّا يستدلّ به على ذلك ما ذكره الرحّالة ابن بطوطة في زيارته للنجف الأشرف سنة 726 هـ، قال: و يدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة و الصوفيّة من الشيعة. [1]


[1] رحلة ابن بطوطة: 198-204.

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست