responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 76

و هو يعطي تعليماته للحاكم عن طريق المراسلة، فيما يحتاجه من البت في أمور الناس من المحاكمات و غيرها، كما تنص على ذلك رواية المازندراني. و بذلك يكون له الاشراف المباشر على سائر هذه الدولة النموذجية، و يبقى ذكره فيها حيا و قانونه نافذا. و تتربى الأجيال على الاخلاص له و انتظار فرجه، و هو أمر عام بين سائر أفراد الشعب هناك إلى حد لا يكادون يقسمون إلا به في كلامهم الاعتيادي.

فهذا هو الوصف العام لهذا المجتمع النموذجي الذي دلت عليه هاتان الروايتان. إلا أنهما لا يمكن أن يكون لهما جانب من الصحة على الاطلاق. و ذلك لوجود عدة اعتراضات نذكر منها ثلاثة رئيسية:

الاعتراض الأول:

إن الكرة الأرضية الآن، بل فيما قبل الآن مرت بعدة قرون، قد عرفت شبرا شبرا و مسحت مترا مترا، و اطلع الناس على خفاياها و زواياها. و بالرغم من ذلك لم يجد أحد تلك المناطق و لا اطلع على وجود تلك الجزائر و المدن. و لو كانت موجودة لعرفت يقينا، و لكانت من أهم العالم الاسلامي. إذن فهي غير موجودة قطعا.

و أما الزعم بأنها برمتها مختفية عن الأنظار، كما هو حال المهدي نفسه، لو صحت أطروحة خفاء الشخص ... فهو ما حاول بعض الباحثين أن يقوله‌ [1] مستشهدا بسعة قدرة اللّه تعالى، و بما روي من أن رسول اللّه (ص) كان أحيانا يختفي عن كفار قريش في أثناء صلاته.

إلا أن هذا الاستدلال يثبت الامكان العقلي لاختفاء هذه المدن، و لكنه لا يثبت وقوعه فعلا. و نحن نعترف بسعة قدرة اللّه تعالى على ذلك و ما هو أهم منه و أوسع. إلا أننا ننفي وقوع ذلك خارجا، و نثبت الفرق بين اختفاء المهدي (ع) و النبي (ص) من ناحية، و اختفاء هذه البلدان من ناحية أخرى.

فان اختفاء المهدي (ع) و النبي (ص) إنما يتحقق لتوقف حياتهما عليه تلك الحياة المذخورة لهداية الناس و اكمال الحجة عليهم، فيتكون الاختفاء مطابقا مع قانون المعجزات، و هو أنه مهما توقف اكمال الحجة على المعجزة أوجدها اللّه‌


[1] انظر النجم الثاقب، ص 227.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست